روسيا والسعودية يتفقان على تمديد اتفاق أوبك لخفض الإنتاج النفطي لـ 6-9 أشهر

أوساكا (ديبريفر)
2019-06-30 | منذ 5 سنة

أوبك


أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت، إن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط لما بين ستة وتسعة أشهر فيما تتعرض أسعار النفط لضغط من جديد بسبب زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي عقب محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، أن الاتفاق، الذي سينتهي العمل به يوم الأحد، سيمدد بشكله الحالي وبالكميات ذاتها.

واعتبر بوتين ” أن الشراكة الإستراتيجية داخل أوبك+ أدت لاستقرار أسواق النفط وسمحت بخفض الإنتاج وزيادته حسب مقتضيات الطلب في السوق وهو ما يسهم في التكهن بآفاق الاستثمارات ونموها في القطاع“.

وتجتمع منظمة أوبك وحلفاء لها فيما يعرف باسم أوبك+ يومي الأول والثاني من يوليو المقبل، لمناقشة اتفاق خفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا. ولا تشارك الولايات المتحدة في الاتفاق.

وأكد بوتين، أن روسيا والسعودية ستدعمان التمديد، فيما يتعلق بفترة التمديد لم نقرر بعد إذا كانت ستة أو تسعة أشهر، ربما ستكون تسعة أشهر“.

ويعني التمديد لمدة تسعة أشهر أن يستمر العمل بالاتفاق حتى 30 مارس 2020. كما أن موافقة روسيا تعني أن اجتماع أوبك+ قد يكون سلسا إذ أقرت إيران أيضا هذا الإجراء.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعدد من كبار منتجي النفط خارج المنظمة بقيادة روسيا خلال ديسمبر 2018، على خفض الإنتاج بدءاً من يناير 2019، بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، ولمدة ستة أشهر، بهدف وقف زيادة المخزونات ودعم الأسعار لتحقيق التوازن في السوق، بعد هبوط أسعار النفط إلى 60 دولاراً من أكثر من 80 دولار في أكتوبر الماضي.

الخميس الفائت، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن اتفاقا بين منظمة أوبك ومنتجين آخرين للنفط لخفض إنتاج الخام لعب دورا إيجابيا في استقرار أسواق النفط.

وأكد بوتين في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز نشرت يوم الخميس، إن استقرار أسواق النفط يصب في مصلحة كل من المنتجين والمستهلكين.

من جهته أكد كيريل ديمترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي الذي شارك في صياغة الاتفاق بين أوبك وروسيا، يوم السبت، إن الاتفاق الذي بدأ تطبيقه عام 2017 رفع بالفعل إيرادات الميزانية الروسية بأكثر من سبعة تريليونات روبل (110 مليارات دولار).

فيما قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن اتفاق روسيا والسعودية خلال قمة مجموعة العشرين على تمديد اتفاق أوبك+ لخفض المعروض النفطي بعد يوليو سيسهم في تقليل المخزون العالمي وتحقيق التوازن في أسواق الخام.

وأوضح الوزير في حسابه الرسمي على موقع تويتر، يوم السبت، أن الشراكة بين الرياض وموسكو تمهد الطريق لحفظ مصالح البلدين المنتجين للنفط والمستهلكين على السواء وكذلك استمرار نمو الاقتصاد العالمي.

بدوره عبر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك عن اعتقاده بأن معظم دول أوبك بما في ذلك إيران أبدت دعمها لتمديد اتفاق خفض الإنتاج.

وقال إن من الحكمة تمديد الاتفاق لمدة تسعة أشهر بدلا من ستة لتفادي زيادة الإنتاج خلال ضعف موسمي للطلب.

وتابع ”ربما يكون منطقيا أن يستمر الاتفاق خلال فترة الشتاء“.

كان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، حذر في 10 يونيو الجاري، من هبوط أسعار النفط الخام إلى 30 دولاراً للبرميل، في حال عدم تمديد اتفاق خفض الإنتاج النفطي الذي وقعته موسكو وعدد من كبار منتجي النفط مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الذي من المقرر أن ينتهي قبل أول يوليو القادم.

وقال نوفاك، للصحفيين عقب لقائه نظيره السعودي خالد الفالح في موسكو حينها، إن هناك مخاطر كبيرة بحدوث فائض في الإمدادات في السوق، وأن موسكو بحاجة لمراقبة سوق النفط بصورة أكبر كي يتسنى اتخاذ قرار متوازن في مطلع يوليو القادم، في إشارة إلى اجتماع مهم يعقد في فيينا لدول أعضاء أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا فيما يعرف باسم "تحالف أوبك+"، لإقرار ما إذا كانوا سيمددون اتفاقية خفض المعروض من عدمه.

من جهته قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن سوق النفط تحتاج إلى مراقبة مستمرة في جانب العرض، لمواصلة توجيه السوق نحو الاستقرار.

وأكد الفالح، في مقابلة مع وكالة تاس الروسية، بعدما التقى في موسكو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك حينها ، ثقته التامة من أن جميع أعضاء أوبك يتفقون على أننا بحاجة إلى تمديد إعلان الاتفاق ..مشيرا إلى أن الإمارات والكويت وجميع كبار المنتجين في أوبك، وكذلك العديد من الدول غير الأعضاء فيها مثل سلطنة عمان وكازاخستان وأذربيجان، تدعم تمديد الاتفاق.

وذكر الوزير الفالح، بأن روسيا، هي الدولة الوحيدة في اتفاق تحالف أوبك + لم تقرر موقفها بعد من تمديد الاتفاق حتى نهاية 2019.. موضحا ": أن روسيا أكبر منتج في أوبك + ، تنتج أكثر قليلا مما تنتجه المملكة التي تعد أكبر منتج في (أوبك) ، لذلك من الواضح أنني أقول دائما أن كبار المنتجين يجب أن يكونوا مثالاً يحتذى به":.

وأظهرت بيانات رسمية روسية، الثلاثاء الفائت، إن متوسط إنتاج روسيا النفطي بلغ 10.87 مليون برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الثالث من يونيو الحالي، انخفاضا من متوسط قدره 11.11 مليون برميل يوميا في مايو.

وأشار الفالح إلى أن أعضاء أوبك متفقون في الأغلب على تمديد خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، بعد الشهر الحالي، لكن ما زالت هناك حاجة لإجراء مباحثات مع الحلفاء من خارج المنظمة بشأن الاتفاق.. معتبرا، إن سعر 60 دولارًا منخفض للغاية لتشجيع الاستثمار في الصناعة.

وأكد، أنه لا يريد تعزيز الإنتاج السعودي لتعويض انخفاض أسعار النفط، وأن العودة إلى وضع انهيار الأسعار في 2014-2015 ببساطة، غير مقبول.. مؤكدا، قدرة المملكة العربية السعودية، في أن تنتج بسهولة 12 مليون برميل من النفط يوميًا، ولكن هذا سوف يدمر السوق، لذلك هذا الخيار لا يؤخذ بعين الاعتبار.

وأشار الفالح، إلى أن إنتاج المملكة من النفط وصل في مايو المنصرم، إلى 9.65 مليون برميل يوميا بينما كان هدف الصفقة 10.3 مليون برميل يوميا.. مبديا ارتياح بلاده لكميات النفط الذي تنتجها السعودية.

وينتهي أجل اتفاق "أوبك+"، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) علاوة على منتجين آخرين من بينهم روسيا، لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميًا في نهاية الشهر الجاري.

ويبلغ خفض الإنتاج الفعلي الذي تطبقه أوبك وحلفاؤها نحو مليوني برميل يوميا، نصيب أوبك من المتفق عليه من تخفيضات الإنتاج هو 800 ألف برميل يومياً لكن الخفض الفعلي أكبر بكثير بسبب الإنتاج المفقود من إيران وفنزويلا نتيجة العقوبات الأمريكية على البلدين، وكليهما مستثنى من الخفض الطوعي بموجب الاتفاق الذي تقوده أوبك.

وتشهد أسعار النفط العالمية تذبذبا حادا، منذ مايو الماضي، بلغت خلاله فجوة أعلى وأدنى سعر 11 دولارا للبرميل، بين 61 و72 دولارا بالنسبة لخام برنت، وسط احتمال تعطل الإمدادات جراء تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والذي قابلته مخاوف من أن تؤدي حرب تجارية طويلة بين أكبر اقتصاديين في العالم، الولايات المتحدة والصين، إلى كبح الطلب على الخام، في ظل سوق تعاني من شح بالفعل في الوقت الذي تكبح فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون الإمدادات منذ بداية العام ولمدة ستة أشهر لدعم الأسعار.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet