اليمن: وفاة 11 شخص بحمى الضنك في عدن

عدن - ديبريفر
2019-06-16 | منذ 5 سنة

مرضى يمنيين يتلقون العلاج من حمى الضنك في إحدى المستشفيات في عدن

أعلنت السلطات الصحية في محافظة عدن جنوبي اليمن، يوم الأحد، عن تسجيل 11 حالة وفاة بحمى الضنك وإصابة العشرات، ما ينذر بعودة انتشار الوباء من جديد بقوة منذ انتشاره بداية مطلع العام الجاري.

وقال مصدر في إدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في عدن، إن فيروس حمى الضنك تسبب خلال الأسابيع القليلة الماضية بوفاة 11 حالة بينهم أطفال، وإصابة العشرات في عدن، وهو ما يُنذر بموجة جديدة للمرض القاتل.

وعزا المصدر، أسباب انتشار حمى الضنك إلى المياه الراكدة التي خلفتها الأمطار والسيول الغزيرة التي شهدتها مدينة عدن ، التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، بالإضافة إلى طفح مياه المجاري وتكدس النفايات في الشوارع والأحياء السبب الرئيس لانتشار البعوض الناقل للمرض.. داعيا المواطنين إلى التعاون وفتح منازلهم لفرق الرش الضبابي، والتخلص من المياه المخزنة في الأواني المكشوفة.

وحذر المصدر، أن الوضع الوبائي "يُنذر بكارثة صحية وشيكة، ويجب رفع حالة التأهب في جميع المستشفيات وتوفير الأدوية والمحاليل اللازمة لمكافحة المرض والحد من انتشاره".. لافتاً إلى أن هطول الأمطار جعل المرض ينتشر بسرعة كبيرة، وأن "من المتوقع زيادة انتشاره إذا لم تتم مكافحته واتخاذ التدابير اللازمة".

وكانت مدينة عدن قد شهدت الأسبوع الماضي, أمطار غزيرة لحقتها ورطوبة وموجة شديدة غير مسبوقة في المدينة الساحلية ، وانتشار مخيف للبعوض, ما أدى إلى تفشي مرض حمى الضنك مجدداً.

وعبر سكان ومواطنون في عدن عن مخاوفهم وقلقهم من انتشار البعوض والذباب، الذي يأتي تزامنا مع انتشار بحيرات مياه الأمطار الراكدة في مختلف مديريات عدن الثمان، الأمر الذي يسبب تفشي وباء حمى الضنك، مرة أخرى بقوة في المدينة.

و"حمى الضنك" مرض فيروسي يصيب الإنسان عن طريق لدغات البعوض الذي يكتسب الفيروس عندما يمتصّ دم أحد المصابين، وينتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم، وتتمثل أعراض المرض بالحمى بزيادة مفاجئة في درجة حرارة الجسم والصداع الشديد وآلام المفاصل والعضلات وآلام العظام إضافة إلى الألم الشديد خلف العينين ونزيف خفيف من الأنف، ويتفاقم أحياناً ليصبح مرضاً قاتلاً، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وبحسب تقارير محلية رسمية، فأن وباء حمى الضنك، أودي بحياة قرابة 60 شخص في اليمن ، منذ بداية العام الجاري وإصابة المئات .

وتعصف باليمن، أحد أفقر البلدان العربية، حرب أهلية لأكثر من أربع سنوات، أدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقاً للأمم المتحدة التي تؤكد أن نحو 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، يحتاجون لمساعدات إنسانية عاجلة وكثير منهم على شفا المجاعة، فضلاً عن انهيار القطاع الصحي وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة في البلاد. وتعمل أقل من نصف المنشآت الصحية في البلاد بكامل طاقتها.

وانتشر الجوع في اليمن بعد أن أصبح ساحة قتال في صراع سياسي بالوكالة بين السعودية وإيران، ما يهدد بحدوث مجاعة كبيرة في أوساط اليمنيين.

وانهار القسم الأكبر من منشآت البنية التحتية الصحية في اليمن في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية وانخفاض معدلات التطعيم، وعدم تقاضي العاملين في مجال الرعاية الصحية رواتبهم منذ ما يربو عن عام ونصف العام، فيما تدفع منظمة الصحة العالمية حوافز للأطباء والممرضات وعمال النظافة والمسعفين لتوفير العاملين لشبكة طوارئ مكافحة الكوليرا.

موجة رابعة للكوليرا

ويترافق تفشي حمى الضنك الذي يمكن مكافحته من خلال التطعيمات، مع انتشار المجاعة ومع واحد من أسوأ حالات تفشي وباء الكوليرا التي حذرت الأمم المتحدة من عودة موجة رابعة منها في اليمن.

وتصاعدت التحذيرات والمخاوف من المنظمات الدولية مؤخراً، من مخاطر تسارع عودة موجة رابعة ما وصفته بـ"أسوأ تفشي وباء للكوليرا في العالم" في هذا البلد الفقير، مع دخول موسم الأمطار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والخدمات الصحية جراء استمرار الحرب، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء الأربعاء، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن، منذ بداية العام الجاري وحتى 2 يونيو إلى 370 ألفاً و244 حالة وكانت المنظمة أعلنت في 11 مايو الفائت، عن ارتفاع عدد حالات الوفيات بالوباء إلى 572 حالة منذ بداية عام 2019.

وبدأ تفشي وباء الكوليرا أوائل أكتوبر 2016، قبل أن ينحسر ليعود في موجة ثانية أشد فتكا في أبريل 2017، ليسجل أكبر حالة تفشٍّ للوباء في العالم. وحصد المرض أرواح 2743 شخصاً من أصل قرابة مليون و400 ألف إصابة منذ تفشي الوباء في اليمن حتى نهاية عام 2018، وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية.

وحذرت منظمات إنسانية وإغاثية دولية وتابعة للأمم المتحدة، في تقرير مشترك مؤخراً، من أن الملايين في اليمن يواجهون الآن أسوأ أزمة جوع في العالم، وأصبح نحو 20 مليون شخص على شفا مجاعة جراء استمرار الحرب الدامية في اليمن للعام الخامس على التوالي، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet