نيويورك تايمز: الديوان الملكي السعودي تدخل لإيقاف انسحاب الإمارات من اليمن

واشنطن (ديبريفر)
2019-07-12 | منذ 4 سنة

قوات إماراتية في سقطرى

Click here to read the story in English

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الجمعة إن مسؤولين في الديوان الملكي السعودي تدخلوا لمحاولة ثني الإمارات عن سحب قواتها من اليمن، مضيفة أن السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة من قرار أبو ظبي.

يأتي ذلك عقب أيام من إعلان مسؤول إماراتي رفيع أن بلاده الشريك الرئيس في التحالف الذي تقوده السعودية باليمن، تعمل على الانتقال في اليمن من "استراتيجية عسكرية" إلى خطة تقوم على تحقيق "السلام أولاً".

وأفادت نيويورك تايمز أن الإمارات تسحب قواتها من اليمن بوتيرة سريعة بعد تيقنها من أن الحرب الطاحنة التي حولت اليمن إلى كارثة إنسانية "لا يمكن كسبها".

ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية والإمارات، تحالفاً عسكرياً يضم عدداً من الدول العربية والإسلامية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها ضد الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في سبتمبر 2014.

وقال دبلوماسيون غربيون مطلعون على التفاصيل إن خفضاً في عدد القوات الإماراتية قد حدث بالفعل، مدفوعا برغبة الخروج من حرب مكلفة للغاية حتى لو أغضب ذلك حلفاءهم السعوديين، بحسب الصحيفة.

وذكرت نيويورك تايمز أن الإماراتيين تجنبوا الإعلان عن خطوة الانسحاب علناً للتخفيف من انزعاج نظرائهم السعوديين، غير أن الدبلوماسيين أكدوا أن السعوديين شعروا بخيبة أمل كبيرة نتيجة القرار الإماراتي، وأن كبار المسؤولين في الديوان الملكي السعودي حاولوا ثني المسؤولين الإماراتيين عن خطوة الانسحاب.

ونفى مسؤول في السفارة السعودية بواشنطن أن تكون قيادة المملكة "غير سعيدة" بهذا القرار، قائلاً إن قيادة الدولتين "تبقيان ملتزمتان بالأهداف الاستراتيجية بشأن اليمن".

واعتبر المسؤول السعودي أن الانسحاب الإماراتي تغييراً تكتيكياً يحدث عادة أثناء الحملات ويتم تنفيذه بالتنسيق مع التحالف، على حد تعبيره.

وأضاف أن "أي فراغ تركه الانسحاب الإماراتي سوف تملأه القوات اليمنية التي تم تدريبها على الوقوف وحدها" دون مساعدة.

من جهته، أرجع مسؤول إماراتي رفيع طلب عدم الكشف عن هويته للصحيفة، الانسحاب إلى الرغبة في دعم وقف إطلاق النار الهش الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في الحُديدة والذي دخل حيز التنفيذ في ديسمبر الماضي.

وأضاف "التزامنا تجاه اليمن لا يزال قائما"، مشيرا إلى أن القوات الإماراتية دربت تسعين ألف جندي يمني على ملء الفراغ بعد رحيلها.

ويؤكد الإماراتيون أنهم لن يغادروا اليمن بشكل كامل، حيث أن فرق مكافحة الإرهاب المختصة بملاحقة أفراد تنظيم القاعدة، أحد أهم مخاوف الولايات المتحدة في اليمن، ستبقى على رأس عملها.

وستبقي أبوظبي على قوات مخفضّة في عدن حنوبي اليمن، بالإضافة لدعم تحالف من القوات اليمنية مؤلف من 16 فصيلاً تقدر أعدادها بحوالي 20 ألف مقاتل.

لكن مسألة قيادة الفصائل اليمنية المتشظية على الجبهات ستنتقل إلى إدارة السعودية، بحسب مسؤول يمني تحدث للصحيفة.

ووفقاً للصحيفة قد يؤدي ذلك إلى تقدم للحوثيين على الأرض نظراً لقلة خبرة السعوديين بهذه المهمة التي كانت الإمارات تديرها.

ونقلت الصحيفة عن مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة -وهي مجموعة بحثية في لندن- قوله إن الانسحاب "سيجعل السعوديين يدركون حقيقة أن هذه الحرب فاشلة".

وأضاف "إنه يخبرنا (الانسحاب) أن الطرفين الرئيسين في التحالف وهما السعودية والإمارات ليس لديهما الفكرة ذاتها عن شكل النجاح (في اليمن)".

فيما قال بيتر ساليزبوري من" المجموعة الدولية للأزمات" إن السعوديين مازالوا يأملون بنصر عسكري في اليمن.

وأضاف "هناك أصوات في الرياض تعتقد أن الحوثيين سيخنعون لرغبات السعودية إذا ضُغط عليهم بالحد الكافي".

واستدرك ساليزبوري قائلاً "هذه تبدو كأماني غير صالحة لرسم استراتيجية".

ويقول مسؤولون غربيون التقوا بالسعوديين، لنيويورك تايمز إن التوتر المتصاعد مؤخراً على خط إيران أدّي إلى بوادر تغير في حسابات الرياض.

وأوضحوا أن مسألة نشوب مواجهة مع إيران مع الاستمرار بمكافحة الصواريخ الحوثية التي تضرب الحدود الجنوبية للمملكة قد تكون أقنعت السعوديين بضرورة التوصل إلى سلام مع الحوثيين.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet