سلطت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، الضوء على الجدل الدائر حول الدور الإماراتي في اليمن، خاصة في جزيرة سقطرى.
ويأتي ذلك بعد توارد أنباء عن تقدم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الوجود العسكري الإماراتي في محافظة أرخبيل سقطرى.
ففي حين تحاول الصحف الإماراتية تبرير دورها المشبوه في الجزيرة كما ورد في البيان الإماراتية حيث يؤكد هاني مسهور أن الحديث عن "احتلال الإمارات لجزيرة سقطرى، يبدو حديثا ساذجا، لا يمتلك أي أرضية يمكن الانطلاق منها، فهذه الجزيرة التي كانت منذ استقلال اليمن الجنوبي (30 نوفمبر/تشرين الثاني 1967م)، أشبه بالجزيرة المهجورة."
ويشدد محمد يوسف في الجريدة ذاتها أن إعادة الأمن، وتأمين الحدود البرية والبحرية على رأس أولويات" التحالف الإماراتي السعودي، مؤكدا أنها "قضية أمن قومي وليست قضية مصالح واعتبارات شخصية، ولا يمكن التلاعب بها بالتنقل عبر تحالفات دمرت اليمن سابقا وستدمره لاحقاً".
في حين انتقد الكثير من الكتاب والمثقفين والناشطين الدور المشبوه للإمارات في اليمن وبالأخص في جزيرة سقطرى والجزر اليمنية الأخرى واعتبروه احتلال معلن وخروج عن الأهداف المعلنة للتحالف العربي .
ينتقد عبدالفتاح علي البنوس في الثورة اليمنية حكومة بلاده المعترف بها دوليا، إذ يقول: "لعنة الله على شرعية تشرعن وتمهد الطريق أمام قوى الغزو والاحتلال لاحتلال أرضها وانتهاك سيادتها واستباحة أعراضها وتدمير كل مقدراتها. لعنة الله على كل أفاك خائن عميل باع أرضه ووطنه وعرضه وأهله من أجل المال المدنس".
وينتقد البنوس الدور الإماراتي في سقطري قائلا: "الدولة الزجاجية تلعب بالنار وتقوم بأعمال أكبر من حجمها ظنا منها بأن كل ذلك سيمر مرور الكرام وأن الدرهم الإماراتي والجنسية الإماراتية كفيلة بإغراء سكان محافظة أرخبيل سقطرى بالتسليم بالاحتلال والهيمنة الإماراتية".
وحول الوجود الإماراتي السعودي في اليمن، تقول بشرى المقطري في العربي الجديد اللندنية: "تراكم الدول المتدخلة في دولة ما تجاوزاتها على حساب المصالح الوطنية لهذه الدولة، ليغدو تدخلها مع الوقت أقرب في دلالته ووظيفته إلى الاحتلال، وإن أتى تحت غطاء الشرعية، إذ تفرض الدول المتدخلة وصايتها على القرار السيادي، بما يمكّنها من استغلال موارد البلد."
وتضيف المقطري: "في مطلع مايو/أيار الحالي، عزّزت الإمارات من وجودها العسكري في سقطرى، فبعد طردها الحامية العسكرية الضئيلة التي كانت تحمي مطار الجزيرة، سيطرت القوات الإماراتية على المطار، ثم حاصرت رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عبيد بن دغر، الذي كان في جولة تفقدية في الجزيرة. صعدت أزمة 'سقطرى' شعور اليمنيين بالمرارة، وهم يرون بأعينهم تغول الدول المتدخلة، وهي تسلب أراضيهم بالقوة".
وفي مقال بعنوان "احتلال اليمن عربيا"، يقول محمد هنيد في الوطن القطرية إن عملية عاصفة الحزم في اليمن قد تحولت "إلى عملية احتلال معلنة بعد أن تدخلت القوات الإماراتية بكل ثقلها العسكري من أجل احتلال جزيرة سقطرى الاستراتيجية. كان التدخل في اليمن في البداية من أجل إعادة الشرعية، ومن أجل تحرير البلاد من النفوذ الإيراني ومن المليشيات الحوثية الموالية لها."
وفي الشرق القطرية، يقول ربيعة بن صباح الكواري: "ولعل نقطة التحول في هذا الغزو الإماراتي الغاشم أن الشعب اليمني سيواجه هذا الاحتلال بكل ما يملك من قوة حيث لن يسكت عن هذا الاعتداء على اراضيه .. ولا يقبل ابناء اليمن المساومة على احتلال أي جزء من اراضيه، فسيادة الوطن تبقى نقطة الانطلاق نحو الدفاع عنه شاء من شاء وأبى من أبى ... ونقطة التحول هنا تعني تحول كرة النار اليمنية الملتهبة لتوجه تجاه الاماراتيين بعد احتلال سقطرى حتى يطرد آخر جندي من الجيش المحتل."