قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، فرض عقوبات جديدة على روسيا بمبرر "هجوم بغاز الأعصاب" على عميل روسي مزدوج سابق في بريطانيا العام الماضي، في خطوة قالت موسكو إنها ستضر العلاقات المتوترة بالفعل بين أكبر دولتين في العالم والعدوين اللدودين في الحرب الباردة سابقاً.
وقال البيت الأبيض في بيان: "بعد الجولة الأولى من العقوبات رداً على محاولة روسيا اغتيال مواطن في المملكة المتحدة، لم تقدم روسيا الضمانات المطلوبة بموجب القانون الأمريكي، لذلك نفرض جولة ثانية من العقوبات. هذا مثال آخر على أننا نتبنى نهجا أشد من الإدارات السابقة تجاه روسيا".
وأكد البيت الأبيض أن ترامب وقع أمراً تنفيذيا تمنع بموجبه الحكومة الأمريكية المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي من إقراض الحكومات التي تخضع لعقوبات أمريكية بسبب استخدام أسلحة كيماوية ونووية، وذلك في إطار قانون "مواجهة أعداء أمريكا ".
ويُتهَم عملاء روس بتسميم الجاسوس الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الروسية "سكريبال" وابنته في بريطانيا العام الماضي باستخدام غاز "نوفيتشوك" للأعصاب الذي تم تطويره في الاتحاد السوفيتي. لكن موسكو تنفي أي تورط لها في العملية.
وجرى العثور على سكريبال، الجاسوس الروسي، وابنته فاقدي الوعي في مدينة "سالزبري" جنوبي إنجلترا في مارس من العام الماضي بعد رش غاز الأعصاب "نوفيتشوك" على باب منزله.
ونجا سكريبال وابنته من الهجوم لكن امرأة تعيش على مقربة منهما، توفيت في يونيو العام 2018 بعدما أعطاها صديقها زجاجة عطر مهملة عثر عليها وأحضرها إلى البيت ويعتقد المحققون البريطانيون أنها استخدمت لنقل غاز "نوفيتشوك".
وأثار اعتداء سالزبري، الذي اعتبر أول استخدام هجومي للأسلحة الكيميائية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، غضباً دولياً ودفع العديد من الدول الغربية إلى طرد عشرات الدبلوماسيين الروس لديها.
كانت واشنطن قد فرضت مجموعة أولى من العقوبات على روسيا في أواخر أغسطس العام الماضي بعدما خلصت إلى أن موسكو استخدمت غاز أعصاب ضد سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
من جهته، عبر نائب وزير الخارجية الروسية، سيرجي ريابكوف، في حديث لقناة روسيا اليوم، عن أسفه "لتحول العلاقات الأمريكية الروسية، المتوترة بسبب خلافات على قضايا منها سوريا وأوكرانيا، إلى كرة قدم سياسية في الولايات المتحدة".
واعتبر أن موسكو تربط العقوبات بانتخابات الرئاسة القادمة في الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي عواقب سلبية للقيود الجديدة.