Click here to read the story in English
قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الملك سلمان بن عبدالعزيز بحث اليوم الاثنين في مكة المكرمة، مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، مجمل الأوضاع في المنطقة، خصوصاً المستجدات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها.
ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل عن مضمون المباحثات التي جرت بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعدد من قيادات الدولتين.
تأتي هذه المباحثات على وقع خلاف غير معلن بين الدولتين في اليمن أدى إلى تصدع التحالف العربي الذي تقوده السعودية وشريكتها الرئيسية الإمارات لدعم الشرعية في اليمن في الحرب ضد الحوثيين.
وجاء لقاء سلمان وبن زايد عقب يوم من لقاء الأول بالرئيس اليمني ونائبه ورئيس حكومته أمس الأحد، لبحث الأحداث التي شهدتها مدينة عدن مؤخراً.
وظهر الخلاف السعودي الإماراتي في اليمن، جلياً خلال الأيام القليلة الماضية خصوصاً بعدما سيطرت قوات انفصالية مدعومة من الإمارات، السبت الفائت، على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت أربعة أيام ضد قوات الحكومة التي انهزمت في تلك المعارك.
واتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم السبت، دولة الامارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، بالانقلاب على الشرعية اليمنية في عدن، وحملتهما "تبعات ذلك الانقلاب".
وطالبت الحكومة اليمنية "الشرعية"، الامارات "بإيقاف دعمها المادي وسحب دعمها العسكري المقدم لهذه المجاميع المتمردة على الدولة بشكل كامل وفوري"، لكن الإمارات التزمت الصمت حيال ذلك.
وفي اليوم ذاته دعت قيادة التحالف الذي تقوده السعودية، قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى الانسحاب من المواقع التي استولت عليها في عدن خلال الأيام الماضية وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة.
وطالب التحالف في تصريح للمتحدث الرسمي باسم قواته، العقيد الركن تركي المالكي، بوقف فوري لإطلاق النار في مدينة عدن اعتباراً من الساعة الواحدة من فجر يوم الأحد، وذلك على الرغم من أن إطلاق النار كان قد توقف فعلاً بعد إحكام قوات الانتقالي الجنوبي سيطرته على عدن وكافة معسكرات الحكومة الشرعية بما في ذلك قصر رئاسة الجمهورية.
وفيما هددت قيادة قوات التحالف على لسان متحدثها الرسمي، بأنها "ستستخدم القوة العسكرية ضد كل من يخالف ذلك"، وجهت الرياض الدعوة لطرفي الاقتتال في عدن، إلى إجراء حوار في السعودية.
وشرع التحالف في تنفيذ تهديداته يوم الأحد، إذ نفذ طيرانه ثلاث ضربات وصفها مطلعون وسكان بالـ"تحذيرية" كونها استهدفت أماكن خالية في قصر رئاسة الجمهورية ومعسكر سيطرت عليهما قوات الانتقالي الجنوبي في عدن.
ووافق المجلس الانتقالي الجنوبي على دعوة السعودية لإجراء حوار مع الحكومة اليمنية الشرعية، تستضيفه المملكة، لكن المجلس رفض الانسحاب من المواقع التي سيطر عليها.
وتقود السعودية ومعها الإمارات حليفتها الرئيسية، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم وقوتهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي التوجهات الانفصالية، وساعدت في إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح في مايو العام ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس.