أكد الإمارات العربية المتحدة، اليوم الاثنين، أن أي قرار في اليمن يجب أن يكون حصيلة حوار يمني، وأن تكون الأولوية حالياً هي التصدي للحوثيين (أنصار الله).
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة على تويتر: "إن الحوار الدائر حول اليمن وجنوبه بين مجموعة من المثقفين الذين نحترمهم، مهم ويعبر عن اهتمام خليجي بمستقبل المنطقة واستقرارها"، وذلك في إشارة إلى تبعات سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً، على مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد.
وأضاف الوزير الإماراتي: "ويبقى أن القرار يجب أن يكون حصيلة حوار يمني وأن يتم في سياق الحل السياسي الذي ننشده جميعاً". واختتم تغريدته بالقول: "والأولوية الآن هي التصدي للانقلاب الحوثي".
وللعام الخامس على التوالي، يدور في اليمن صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية والإمارات، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.
وفي 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات، سيطرتها على كامل مدينة عدن، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية "الشرعية"، استمرت أربعة أيام وأسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته، اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، دولة الامارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المسلح، بالانقلاب على الشرعية اليمنية في عدن، وحملتهما "تبعات ذلك الانقلاب".
فيما طالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته، لكنه رحب بالدعوة إلى الحوار.
وبدأت يوم السبت الفائت قوات الانتقالي الجنوبي بالانسحاب من بعض المقرات المدنية للحكومة اليمنية في عدن، لكنها رفضت الانسحاب من المعسكرات والمواقع الأمنية ومواقع مدنية أخرى سيطرت عليها.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات العربية المتحدة ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية".
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.