كشف مسؤول أمريكي رفيع، مساء الخميس، عن اعتزام بلاده فرض عقوبات جديدة في المستقبل على حزب الله اللبناني، قد تستهدف حلفاء الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، في خطوة ستكون هي الأولى من نوعها.
وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي الجديد لشؤون الشرق الأدنى في مقابلة مع تلفزيون إل.بي.سي.آي اللبناني، "في المستقبل سوف نفرض العقوبات على أفراد في لبنان يساعدون ويدعمون حزب الله بصرف النظر عن الطائفة أو الدين".
وعندما سُئل هل يعني ذلك أن العقوبات ستستهدف حلفاء لحزب الله أجاب قائلاً "بكل تأكيد"، مضيفاً أن الولايات المتحدة تراجع بشكل مستمر قوائمها الخاصة بالعقوبات.
وكان استهداف حلفاء لحزب الله قضية حساسة في لبنان في الماضي.
وفي عام 2017، أثارت مسودة قائمة عقوبات أمريكية مشددة مقترحة ضد الجماعة قلقا داخل لبنان بسبب صياغتها التي اطلعت عليها رويترز حينها ، وتضمنت احتمال استهداف نبيه بري رئيس البرلمان ورئيس حركة أمل الشيعية ، وهو حليف وثيق للحزب .
والرئيس اللبناني ميشال عون حليف سياسي لحزب الله أيضاً.
وقالت مصادر مصرفية وسياسية آنذاك إن استهداف حزب الله وحركة أمل والمنتمين إليهما يخاطر بتهميش قطاع كبير من المجتمع.
ولم يذكر قرار العقوبات في النهاية عبارة "حزب الله وأمل أو غيرهما من الكيانات المرتبطة بهما".
وفي 30 أغسطس الفائت، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات جديدة على مصرف لبناني تتهمه بصلته المالية بحزب الله اللبناني، في ثالث عقوبات أمريكية من نوعها ضد الحزب خلال شهرين.
وقال مكتب وزارة الخزانة الأمريكية لمراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)، في بيان حينها، إن العقوبات الجديدة تستهدف "جمّال تراست بنك" والشركات التابعة له في لبنان لتورطه في تسهيل الأنشطة المالية وتقديم الخدمات المصرفية لحزب الله. مضيفاً أن "البنك يحول الأموال لأسر المفجرين الانتحاريين".
كما أُدرِجت الخزانة الأمريكية أربع شركات تأمين تابعة لمصرف "جمال تراست" على اللائحة السوداء.
وقال سيغال ماندلكير مساعد وزير الخزانة الأمريكي المسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان، إن الوزارة "استهدفت جمال تراست بنك وفروعه بسبب تمكينه بوقاحة حزب الله من القيام بنشاطات مالية، بما في ذلك استخدام حسابات لدفع الأموال لممثليه وعائلاتهم".
والعقوبات الأمريكية الجديدة على حزب الله، هي الثالثة خلال شهرين حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في ١٩ يوليو الماضي عقوبات على سلمان رؤوف سلمان أحد كبار القيادات في حزب الله اللبناني، بحجة التنسيق لتفجير مركز الجالية اليهودية في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس عام 1994. وفي 10 يوليو المنصرم، فرضت عقوبات على ثلاثة من كبار الشخصيات في حزب الله اللبناني لأول مرة.
وتحظى الجماعة الشيعية المسلحة بدعم إيران، وتدرجها واشنطن في قائمة المنظمات الإرهابية.
واتهمت واشنطن، الحزب اللبناني بأنه "قبل هجمات 11 سبتمبر 2001، كان المجموعة الإرهابية المسؤولة عن أكبر عدد من القتلى في الولايات المتحدة".
ويسيطر حزب الله، وهو جماعة تمتلك ترسانة أسلحة كبيرة، على ثلاث وزارات في الحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري المؤلفة من 30 وزارة وهو أكبر عدد حقائب وزارية يحصل عليها حزب الله، على الإطلاق.
وساعد الحرس الثوري الإيراني في إنشاء حزب الله في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بهدف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان الذي انتهى عام 2000.