لم يحصل ان أعلنت جماعة أنصار الله(الحوثيين) عن شنها هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة على منشأت داخل العمق السعودي، دون أن يكون ذلك حقيقيا، غير أن اعلان الجماعة الجمعة، استهدافها مؤخرا لمنشأت نفطية تابعة لشركة أرامكو في جيزان، لم يثير ضجة تتناسب مع حجم الحدث، وكما جرت العادة عند كل استهداف.
وكان المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله(الحوثيين) يحيى سريع، قال امس الجمعة، ان جماعته أطلقت 26 صاروخا على السعودية خلال الخمسة الأيام الاخيرة من يناير الجاري.
وأكد سريع في بيان استعرض فيه صورا ومقاطع فيديو لمعارك جبهة نهم شرقي صنعاء، ان الصواريخ التي اطلقتها جماعته من 25 إلى 30 يناير، استهدفت مطارات أبها وجيزان ونجران وخميس مشيط ومنشآت تابعة لشركة أرامكو وهدفين حساسين في عمق المملكة.
ونوه سريع إلى انه سينشر لاحقا الهجمات الصاروخية داخل العمق السعودي، بالصوت والصورة، إلا أن محللون سعوديون، شككوا من تصريحات سريع، ووصفوها بأحلام اليقظة.
وكالة"سبوتنيك" وفي تقرير لها، نشرته السبت، حاولت الوصول إلى حقيقة تلك الهجمات.
تشكيك سعودي
ونقلت "سبوتنيك" عن المحلل السياسي السعودي عبدالله العساف، قوله، انه يعتقد أن "العمليات التي تحدث عنها ناطق مليشيات الحوثي فيما يتعلق بقصف منشآت لشركة أرامكو في جيزان لا وجود لها إلا خيالهم وأحلامهم".
وأضاف العساف: "بشكل بديهي عندما يتم قصف مطار أن تتعطل حركة الملاحة، وهو قد أعلن أنهم قصفوا مطار أبها فلماذا لم تتعطل الملاحة، في المطار والذي يعج بالمسافرين والعائدين، وبالتالي لم يشهد أي اعتداءات".
وأكد العساف إن "السعودية تعلن بشكل مباشر عن أي حدث تتعرض له منشآتها الاقتصادية أو الحيوية، لذا فإن الحديث عن تلك العمليات يهدف إلى كسب الأتباع وإرسال رسائل نفسية إلى أتباعهم، أنهم ما زالوا قادرين على الرد على السعودية والتحالف العربي، بعد الحملات الجوية المركزة جدا خلال الأسبوع الماضي من جانب التحالف على أهداف نوعية للحوثيين".
وأشار العساف إلى أن "العاصمة صنعاء ومحور نهم قد شهد الكثير من التحركات على الأرض والتي أقلقت الحوثيين وغيرت مسار العمليات بشكل ايجابي لصالح التحالف والشرعية، وهو اليوم يستخدم نفس الدعاية القديمة التي استخدمها وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز، اكذب حتى تصدق نفسك و يصدقك الآخرون".
تعتيم اعلامي
في حين أكد الخبير العسكري اليمني، اللواء عبدالله الجفري، وقوع الهجمات الصاروخية لجماعة أنصار الله(الحوثيين) داخل العمق السعودي، اتهم قيادة التحالف بالتعتيم والتضليل الإعلامي لمنع وصول الحقائق إلى الناس.
ووفقا لسبوتنيك، قال الجفري :"كل العمليات التي تقوم بها قوات صنعاء واللجان الشعبية يتم توثيقها، وقد تخطى عدد العمليات خلال الأيام الأخيرة 21 عملية داخل العمق السعودي، و41 عملية نفذها سلاح الجو المسير وفق ما أعلنه المتحدث العسكري".
ونوه الجفري إلى أنه"عندما نتحدث عن عملية عسكرية داخل العمق الاستراتيجي السعودي، نحن مسؤولين عن الحديث".
وأضاف:" كل العمليات التي تمت داخل السعودية تم توثيقها ونشرها بالصوت والصورة".
وأكد أن "من بين الأهداف التي تم تنفيذها هو ضرب شركة ارامكو في نجران وعدد من المطارات في نجران وجازان وعسير وخميس مشيط وأبها، وقد تم تحييد تلك المطارات لمنع الطائرة من استخدامها في ضرب الأراضي اليمنية".
الخبير العسكري اليمني، أشار إلى أن" هناك ثلاث مواقع حساسة تم قصفها خلال الأيام الماضية ولم يعلن عنها وفقا لما قاله المتحدث العسكري لقوات صنعاء، وقد يكون عدم الإعلان يصب في صالح التفاهمات السياسية التي تجرى بين الجانبين، وعندما تنكر السعودية هذا الأمر رسميا يتم عرض الفيديوهات الثلاث وفقا لتطورات الأحداث".
وعن سبب استهداف أرامكوا مجددا، وفق ما أعلنته "أنصار الله"، قال الجفري "لا يخفى على أحد أن شركة أرامكو هى اليوم أحد ركائز الاقتصاد السعودي، وقد تحول البترول من خلالها من نعمة إلى نقمة، حيث يتم شراء الأسلحة الحديثة والمتطورة بأموال النفط اليمني، وبالتالي هذا المرفأ هو هدف لأنه يقوم بدفع الأموال لشراء الأسلحة المحرمة".
ضربات متكررة
مساء الأربعاء الفائت، أعلنت جماعة أنصار الله(الحوثيين) استهدافها لشركة ارامكو في جيزان، فضلا عن اهداف حساسة في العنف السعودي.
وقالت الجماعة انها سيطرت على كامل مديرية نهم شرقي صنعاء، ومناطق في محافظتي الجوف ومأرب شمالي شرقي اليمن، ردا على ما وصفته بالعدوان عليها، بينما اعلن مسؤولين سعوديين إحباط هجمات على أرامكو.
وقال المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، يحيى سريع إنه "ردا على التصعيد الجوي للعدوان نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير عمليات نوعية استهدفت شركة أرامكو في جيزان ومطارات أبها وجيزان وقاعدة خميس مشيط، وأهدافا حساسة في العمق السعودي، بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة".
وفي منتصف سبتمبر الفائت، استهدفت هجمات مصنعي نفط تابعين لشركة ارامكو في بقيق وخري، وعطلت نصف الإنتاج النفطي السعودي، وهو ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية اليومية، مما دفع أسعار الخام إلى الصعود في الأسواق الدولية.
وعقب ذلك الهجوم، أعلنت الرياض يوم 3 أكتوبر 2019 أنها استعادت كامل طاقتها الإنتاجية (تفوق 10 ملايين برميل يوميا) بعد إصلاح الأضرار الناتجة عن الهجمات.