صدمة كبيرة اصابت المستثمرين السعوديين الذين كانوا سحبوا من مدخراتهم، واقترضوا كي يشاركوا في الطرح القياسي لأسهم شركة أرامكو.
الصدمة حدثت بعد الهبوط الحاد لأسهم درة تاج المملكة في أعقاب انهيار اتفاق تقليص الإنتاج بين أوبك وحلفائها.
وبحسب وكالة رويترز، تراجعت أسهم أرامكو عشرة بالمئة عند بدء التداول، اليوم الاثنين، لتواصل خسائر تكبدتها في اليوم السابق حين هبطت عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 32 ريالا. وبحلول الساعة 1050 سجل السهم 28 ريالا منخفضا 6.7 بالمئة.
وكان عدد قياسي من المستثمرين الأفراد بلغ 5.1 مليون أغلبهم من السعوديين، قد شاركوا في الطرح الذي بلغ حجمه 29.4 مليار دولار وأغرتهم الحماسة الوطنية ووعود بتوزيعات ضخمة وقروض ميسرة بشراء السهم.
ونقلت رويترز عن صالح الغمدي (32 عاما)، موظف حكومي استثمر مدخراته في طرح أرامكو ، قوله :"خسرت اللي ربحته في 24 ساعة.. النزول جنوني".
وأضاف "ما باليد حيلة..بنتظر لحين يرجع لسعر وقت الاكتتاب وأخرج من السوق بلا رجعة".
واوردت رويترز في تقريرها صورة لشاحنة تسير بأقصى سرعتها على منحدر زلق، نشرها ناشط سعودي على حسابه في تويتر وعلق عليها بقوله "الوضع الآن في (سهم) أرامكو".
وأشار التقرير إلى ان معظم من اشترى الأسهم، كانوا مستثمرين أفراد من السعودية ومؤسسات في الخليج في حين امتنعت صناديق عالمية بسبب التقييم.
وذكر التقرير أنه، وقبل الطرح العام الأولي، الذي شهد شراء مستثمرين أفراد من السعودية نحو 30 بالمئة من أسهم أرامكو المطروحة، انتشرت لوحات إعلانية على الطرق وفي مراكز التسوق لما سيصبح أكبر طرح عام أولي حاملة عبارة "أسهم أرامكو قريبا على تداول".
وكانت الحكومة السعودية تعهدت بمنح المستثمرين سهما مجانيا مقابل كل عشرة أسهم يشترونها في حالة الاحتفاظ بالسهم لمدة 180 يوما.
يذكر ان الطرح العام الأولي جاء بعد أربع سنوات تقريبا من طرح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الفكرة سعيا لجمع مليارات الدولارات للاستثمار في صناعات غير نفطية وتوفير فرص عمل وتنويع موارد أكبر دولة مصدرة للخام في العالم بعيدا عن النفط.
وتحدث مواطن سعودي يكنى بأبو مطلق ، بسخرية مريرية قائلا :" حين قال وزير الطاقة السعودي إن أي شخص لم يستغل فرصة الاستثمار في الطرح العام الأولي لأرامكو سوف يندم"..مضيفا" والآن ندمت بالفعل، لأني أموالي ضاعت على أسهم ارامكو".
وتراجعت البورصة السعودية اسوة بالأسواق العالمية التي تراجعت بسبب تفشي فيروس كورونا، ولكنها مُنيت بهبوط حاد بعد نزول أسعار النفط 30 بالمئة عقب انهيار اتفاق خفض إنتاج أوبك+ وتحرك الرياض لزيادة إنتاجها وخفض أسعار الخام.