الإندبندنت: الناس في اليمن وسوريا وليبيا لايدركون الخطر القادم

لندن (ديبريفر)
2020-04-02 | منذ 4 سنة

الأنظمة الصحية في البلدان الثلاثة منهارة بسبب الحروب

ألقت صحيفة الإندبندنت أونلاين البريطانية، الضوء، اليوم الخميس، على قدرة الأنظمة الصحية في الدول العربية التي تمزقها الحروب على مكافحة فيروس كورونا، المسبب لمرض كوفيدـ19.
وفي تقرير بعنوان "الناس لا يدركون ما هو قادم: كيف تتفاعل أزمة فيروس كورونا في سوريا أو اليمن أو ليبيا التي مزقتها الحرب"، رسمت بيل ترو، المراسلة بالصحيفة، صورة مخيفة عن التأثير السلبي لسنوات الحروب على جهود وقف انتشار فيروس كورونا.
وقالت ترو إنها اعتمدت، في تقريرها، على 12 مقابلة مع أطباء وعاملين في جمعيات خيرية طبية.
وحذر التقرير من أنه إذا كان مرض كوفيد-19 القاتل، الناتج عن فيروس كورونا المستجد، قد شلًّ الأنظمة الصحية في أوروبا، فإن "دول الشرق الأوسط التي دمرتها الحروب بالفعل تعد نفسها لكارثة"، بسبب الوباء.
وأشار تقرير الإندبندنت إلى حديث الخبراء والقادة في أوروبا والعالم عن ضرورة اتباع النصائح الطبية للحد من انتشار الفيروس، مستدركاً "غير أن اتباع هذه النصائح مستحيل في الدول المنكوبة بالحرب مثل سوريا واليمن وليبيا".
وحسب المقابلات التي أجرتها ترو، فإنه "من المستحيل بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين فروا من الخطوط الأمامية ويعيشون الآن في مخيمات نزوح مزدحمة أو مساكن مؤقتة مع القليل من المياه أو الصرف الصحي المحدود اتباع تدابير وقائية مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي والإغلاق".
وفيما يتعلق باليمن، اعتبرت أن الوضع غامض بسبب انقطاع البلاد عن العالم بفعل الحرب، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا حتى الآن لأن البلاد أغلقت بالكامل بسبب الحصار البري والجوي والبحري الذي تفرضه السعودية.
وذكرت المراسلة أن أطباء وجمعيات خيرية طبية عبروا عن مخاوفهم من أنها "مسألة وقت فقط ، حيث لا تملك البلاد القدرة على التعامل مع الوباء"، بسبب الحرب المستمرة منذ خمس سنوات التي خلفت أكبر أزمة إنسانية من حيث المتضررين.
وتشير تقديرات إلى أن 80 في المئة من سكان اليمن - أي نحو 24 مليون نسمة - يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة.
ولفت التقرير إلى أنه في ظل ظروف اليمن الحالية "يمكن أن ينتشر فيروس كورونا في أنحاء البلاد، حيث يعمل نصف المرافق الطبية فقط".
أما في سوريا، قال أطباء من أنحاء متفرقة من البلاد للإندبندنت إن هناك الكثير من المرضى بكوفيد-19 الذين لم يتم الإبلاغ عنهم.
وأفاد التقرير بأن ما لا يقل عن 11 مليون شخص في البلاد يحتاجون بالفعل إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، في حين أن ما يقرب من ثمانية ملايين شخص لا يحصلون على الغذاء بشكل مستمر.
ونقل التقرير عن منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" قولها إنه "منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011، وقع ما لا يقل عن 595 هجوماً موثقاً على أكثر من 300 مستشفى في جميع أنحاء البلاد، معظمها من قبل الحكومة السورية وحليفتيها، روسيا وإيران".
ورأت ترو، أن الوضع في ليبيا، التي توجد فيها حكومتان ووزارتان للصحة، يبدو بالغ الصعوبة. فالسلطات، تسعى جاهدة لاستيراد الإمدادات الطبية إلى طرابلس التي مزقتها المعارك.
وقال التقرير إن القتال في البلاد محتدم بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا والقوات التابعة للقائد العسكري السابق خليفة حفتر، الموالي لحكومة أخرى منافسة شرقي البلاد.
وأشار إلى أنه "تم تحديد ما لا يقل عن ثماني حالات من الفيروس ولم تحدث وفيات. ومع ذلك ، تفتقر الحكومة إلى وسائل إجراء الاختبارات".
ونقل التقرير عن مسؤولين بحكومة الوفاق تحذيرهم من أن "أفراد الطواقم الطبية ليسوا مدربين على التعامل مع الوباء، وهم بالفعل غارقون في علاج إصابات المعارك الناتجة عن القصف اليومي والغارات الجوية".
مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين، الساعين إلى العبور إلى أوروبا، بؤر أخرى تثير القلق في ليبيا.
وقالت صفاء مسيهلي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، إن 1500 مهاجر على الأقل محتجزون في مراكز اعتقال رسمية، وهي قذرة وضيقة.
وأضافت "مصدر قلقنا الأكبر هو مراكز الاعتقال غير الرسمية التي تديرها الميليشيات والمهربون، فلا يمكننا الوصول إلى هؤلاء الأشخاص".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet