تعز (ديبريفر) - حظيت مدينة التربة في تعز جنوبي غربي اليمن، بالهدوء أخيراً، بعد نحو اسبوع من التوتر الذي تخللته اشتباكات متفرقة بين قوات عسكرية جميعها يتبع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياُ، أسفرت عن 8 قتلى وجرحى مدنيين.
وقال مصدر محلي لوكالة "ديبريفر"، مساء الأحد، إن قوات محسوبة على حزب الإصلاح غادرت مدينة التربة بعد تدخل من محافظ تعز نبيل شمسان لتهدئة الأوضاع وإيقاف الاشتباكات مع اللواء 35 مدرع المتمركز في التربة.
وأشار المصدر إلى أن المحافظ شمسان وجه قوات الإصلاح المنضوية في إطار وحدات "الشرطة العسكرية" بمغادرة التربة، كما وجه ببقاء تمركز اللواء 35 مدرع في كامل مديريات الشمايتين والحجرية.
ويوم السبت، اشتبكت قوات "الشرطة العسكرية" مع "اللواء 35 مدرع" المتمركزة في جبل صبران الموقع الرئيسي للواء والمطل على مدينة التربة، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل اثنين مدنيين وإصابة 6 آخرين.
ومساء الأحد، نقلت قناة "يمن شباب" عن قائد الشرطة العسكرية في تعز العميد محمد سالم الخولاني، قوله إنه تم سحب عدد من الأطقم العسكرية من مدينة التربة بعد اتفاق مع اللجنة التي شكلها المحافظ على تسليم المطلوبين أمنياً وبدء الترتيبات لتأسيس فرق لقوات الشرطة العسكرية بمدينة التربة".
يأتي ذلك في حين اعتبر المناؤون لحملة "الشرطة العسكرية" ان مغادرة أطقمها العسكرية بمثابة "هزيمة"، إلا أن تصريح الخولاني جاء ليؤكد أن "المغادرة" ليست نهائية ولكنها من أجل إعادة تموضع لقواته بغطاء رسمي.
وعلق نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) حسين العزي، أمس الأحد، على مغادرة "أطقم الشرطة العسكرية" من مدينة التربة في محاولة منه على "الصيد في مياه عكرة".
وقال العزي على حسابه في "تويتر" إن حزب الإصلاح ينسحب من التربة وتستعد قوات طارق صالح لملء الفراغ" مضيفاً "والسؤال هل ينجح مخطط اتباع الامارات في تنفيذ مخطط القضاء على الاصلاح في التربة وما جاورها؟".
ومنتصف الأسبوع الفائت، سيطر مسلحو الإصلاح (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) عبر عناصر الشرطة العسكرية على مدينة التربة، بعد قيامهم بمحاصرة معسكر اللواء 35 مدرع في جبل صبرين المطل على المدينة البعيدة عن المواجهات تحت مسمى "حملة أمنية".
وقال العميد محمد سالم الخولاني قائد الشرطة العسكرية، في تصريحات صحفية "إن قواته نفذت حملة عسكرية ضد مطلوبين أمنياً (قاموا باختطاف لجنة خاصة بتحصيل ضرائب القات في منطقة السمسرة بمديرية الشمايتين)، وتبين لاحقاً إن المطلوبين للشرطة العسكرية هم من أفراد اللواء 35 مدرع، ما تسبب بحالة احتقان شديدة تطورت إلى تصعيد واشتباكات.
ووفقاً لمصدر في ديوان محافظة تعز، فشل محافظ تعز نبيل شمسان (المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام) يوم الثلاثاء الفائت، في وقف التصعيد الذي بدت ملامحه واضحة بعد اشتباكات "نارية" خفيفة بين مسلحي الإصلاح بغطاء (الشرطة العسكرية)، وقوات اللواء 35، ورفض مسلحي الإصلاح الانسحاب من محيط المعسكر.
وسائل إعلام مقربة من حزب الإصلاح قالت: "إن قوات تابعة للواء 35 مدرع، بقيادة ركن إمداد اللواء العقيد عادل الحمادي، تمركزت في جبلي صبرين، وبيحان وبعض المواقع الأخرى، معتبرة ذلك مؤشراً خطيراً لإسقاط مدينة التربة لصالح قوات طارق صالح".
واتهمت تلك الوسائل، قوات الأمن الخاص (المحسوبة على اللواء 35) بمنع لجنة كلفها المحافظ نبيل شمسان للتحقيق في الأحداث الأخيرة، من الوصول إلى مدينة التربة وقطعت الطريق أمامها، ما اضطرها العودة إلى مدينة تعز.
وبحسب روايات حزب الإصلاح، قام العميد طارق صالح بزيارات ميدانية لعدد من مناطق الحجرية، للتجهيز للمعركة الوشيكة ضد الإصلاح بتوجيهات إماراتية، لكن نشطاء مناوئين للإصلاح، أغلبهم من المنتمين للحزب الناصري، سخروا من تلك الرواية، واتهموه بإثارة الفوضى داخل مدينة التربة، وطالبوا " مليشيات الإصلاح"، -بحسب تعبيرهم- التوجه إلى الجهة الأخرى من تعز لتحريرها من الحصار الخانق الذي تفرضه جماعة الحوثيين على المدينة منذ نحو 5 سنوات.
ودعت أحزاب الناصري، والاشتراكي، والبعث القومي، رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وقيادات الأحزاب السياسية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية وتدارك الموقف، وإيقاف حالة العبث والفوضى الحاصلة في تعز.
واعتبر مراقبون إن خسائر حزب الإصلاح من تنفيذ اتفاق الرياض، والمشاورات الأخيرة في السعودية بخصوصه، جعلته يتحرك بطيش أمني نحو مدينة الحجرية، ورفع منسوب الاحتقان، تحت ذريعة حملة أمنية للقبض على 3 متهمين دفع الإصلاح بتعزيزات للسيطرة على مواقع اللواء 35 مدرع.