الكونجرس الأمريكي يستطيع منع حدوث أزمة إنسانية جديدة في اليمن (ترجمة خاصة)

واشنطن (لوب لوج) - ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"
2018-07-21 | منذ 5 سنة

Story in English:https://debriefer.net/news-1831.html

بقلم:  William D. Hartung

ترجمة خاصة لـ"ديبريفر"

  الحرب في اليمن كارثة إنسانية. إن التدخل السعودي-الإماراتي الذي بدأ في مارس 2015 أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية العشوائية ووضع الملايين على شفا مجاعة, كما تسبب في أكبر انتشار للكوليرا في العصر الحديث.

  من الصعب تخيل إلى أي حد سيتدهور الوضع في اليمن, لكن ذلك قد يحصل, وفي القريب العاجل. 

 مالم يستطع المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث إقناع المتقاتلين للتوصل إلى حل غير عسكري, ستواصل الجماعات اليمنية المدعومة والموجهة من الإمارات الهجوم على ميناء الحديدة والمناطق المدنية المحيطة به والتي يمر عبرها الدعم الإنساني لضحايا الحرب. إن استمرار تشغيل ميناء الحديدة ضروري لبلد يعتمد على استيراد قرابة 80% من حاجياته الأساسية.

  الميناء في الوقت الحالي تحت سيطرة الحوثيين الذين يقاتلون التحالف العربي وقوات الرئيس هادي المدعومة من السعودية والإمارات منذ بداية الحرب، وقد أكد مسئولو المنظمات الإغاثية والأمم المتحدة أن أي محاولة للسيطرة على الميناء ستؤدي إلى عرقلة عمليات الاستيراد. تقول منسقة الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة ليز جراند: "في أسوا حالة, نخاف أن يخسر قرابة 250 ألف شخصاً كل شيء بما في ذلك حياتهم".

 

ترامب مقابل الكونجرس

   بعد منع التحالف بشكل مبدئي لمواصلة الهجوم على الحديدة خوفاً من العواقب السلبية للهجوم, أوقفت إدارة ترامب الضغط على التحالف حتى بعدما واصلت الإمارات العربية المتحدة الهجوم بدون الدعم الأمريكي.

  ومؤخرا حافظت إدارة ترامب على ما وصفته وول ستريت جورنال "بالدعم الفاتر" لجهود السعودية لاستعادة السيطرة على الحديدة.  ينبغي أن يكون موقف الإدارة الأمريكية تجاه الهجوم على الحديدة معارضة قوية وليس مجرد دعما فاترا, لأنه وبدون ضغط قوي ومتواصل من إدارة ترامب والكونجرس, سيتواصل الهجوم.

  قبل التوقف الأخير للقتال بهدف السماح للمبعوث الأممي للنظر في إمكانية التوصل لحل غير عسكري مقبول من الطرفين, بدأت الإمارات والجماعات اليمنية التي تسلحها وتمولها وتقودها الهجوم على الحديدة. لقد نزح أكثر من 120 ألف شخص من الحديدة بسبب القتال الذي بدأ في 12 يونيو وبدعم من طائرات الأباتشي التي تزودها الولايات المتحدة لدول التحالف لضرب الحوثيين في المناطق المدنية من المحافظة.

  ولقد أشارت تقارير صحفية إلى أن العملية العسكرية بقيادة الإمارات وصلت إلى طريق مسدود بسبب تكتيكات الكر والفر من قبل الحوثيين والتي تضمنت قصف بقذائف الهاون واستخدام الألغام الأرضية المحظورة دوليا. ساهم هذا المأزق في قرار الإمارات لوقف القتال بشكل مؤقت, كما ساهمت تحركات أعضاء في الكونجرس في اتخاذ قرار إيقاف القتال بما فيها رسالة من قبل قيادة الحزب الديمقراطي بقيادة ستيني هوير, إليوت إنجل, نيتا لوي, آدم شيف وتد دوتش، حثت الرسالة التحالف السعودي-الإماراتي للتراجع عن مهاجمة الحديدة.

  وتلت تلك الرسالة رسالة من مجموعة من أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري بقيادة تود ينج, كريس مورفي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ  بوب كوركر والزعيم الديمقراطي روبرت مينيدز، في رسالة الشهر الماضي, حث أعضاء مجلس الشيوخ إدارة ترامب لمنع هجوم على الحديدة من خلال دعم الجهود الأممية لإنهاء الحرب في اليمن.

 وكانت رسالة مشابهة من قبل 34 عضوا في مجلس النواب الأمريكي بقيادة مارك بوكن, جاستن أماش و رو خانا قد حثت وزير الدفاع جيمس ماتيس لمناهضة الهجوم على الحديدة.

  أشار مسئولو منظمات غير حكومة على معرفة بما تفكر فيه الحكومة الإماراتية إلى أن هذا النوع من الضغط حساس وبشكل خاص من أجل تجنب وصف "الأشرار الذي تسببوا بالوضع المروع في اليمن"، و يعني هذا أن المزيد من الضغط المتواصل من قبل الكونجرس قد يصنع الفرق لمنع هجوم كارثي على الحديدة.

 

مبررات الإمارات الزائفة

   لقد أطلقت الإمارات عملية عسكرية فاتنة وقالت أنها ستكون عملية ممرحلة لاستعادة الميناء لن تتسبب بضحايا كثيرين في أوساط المدنيين. كما عرضت خطة لتقديم دعم إنساني ستطلقها بعد الهجوم على الميناء. إن فكرة القيام بهجوم دون الإضرار بعدد كبير من المدنيين، مضحكة, ودحضتها الأرقام الكبيرة لأعداد النازحين من المدينة بسبب الجهود  العسكرية الأولية للإمارات لطرد الحوثيين من المدينة.

  والأهم من ذلك أن مبررات التحالف السعودي الإماراتي لمهاجمة الحديدة لن تصمد لو تم التدقيق فيها. ليس هناك دليل لادعائهم أن إيران ترسل أسلحة متطورة, للحوثيين عبر الحديدة، كما أن فكرة أنه لابد من المزيد من القوة لإعادة الحوثيين لطاولة المفاوضات ينفي المشكلة القائمة- في الوقت الذي تبدو أكثر الطرق فعالية على المدى القصير هي عدم تخلي الحوثيين عن المناطق التي يسيطرون عليها, ناهيك عن أسلحتهم الثقيلة- قبل أن تبدأ المفاوضات بشأن مستقبل اليمن بشكل جدي.

 وكما قال المبعوث الأممي إلى اليمن لمجلس الأمن في أبريل: "الهجوم على الحديدة سيخرج السلام من على الطاولة بضربة واحدة".

  في الوقت الذي يواصل المبعوث الأممي دبلوماسية مكوكية بين أطراف الصراع لمنع أزمة إنسانية في الحديدة ولإطلاق عملية سياسية واسعة, سيستفيد بشكل كبير من الضغط الأمريكي على السعودية والإمارات. وإن لم تقتنع إدارة ترامب للقيام بهذه المهمة, فالأمر عائد للكونجرس ليزن الأمور.

  إن رسالتي قيادة الحزب الديمقراطي (كروكر، وينج) بداية جيدة, لكن لابد أن يتواصل الضغط ويتزايد, والآن. الوقت هو جوهر المسألة, سيكون مجرد التفكير بالبديل- عملية عسكرية واسعة في الحديدة- مروعاً جداً ناهيك عن المضي قدما به.

  في هذه الأثناء, إن أفضل شيء يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة من أجل أن تحضر حلفائها السعوديين والإماراتيين لطاولة المفاوضات هو أن توقف دعمها غير المبرر للمجهود العسكري لهما من خلال تزويدهما بالسلاح وإعادة التزود بالوقود. ومادامت السعودية والإمارات تعتقدان أنهما ستعززان من نفوذهما, أو حتى الانتصار في الحرب, من خلال الدعم العسكري لهما, فإن دافعهما للتفاوض بحسن نية سيكون ضئلا جدا.

  ومما يدعو للأمل في هذا الشأن هي الخطوة الأخيرة التي قام بها السيناتور روبرت مينيدز, الزعيم الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ, للإبقاء على مقترح تم تعليقه بخصوص إيقاف بيع مزيدا من الأسلحة للسعودية والإمارات وسط مخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان وأثرها على الوضع الإنساني في ظل تدخل البلدين العسكري في اليمن.

  ينبغي على الكونجرس أن يكون مستعدا لمنع الصفقة الجديدة إذا كان هناك تصويتا, لإرسال رسالة إلى حلفائها الخليجيين أن الولايات المتحدة لن تواصل دعم جهودهم العسكرية وان الوقت حان للتفاوض بحسن نية.

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet