تواري كبار القادة العسكريين عن معارك مأرب العنيفة .. دواع أمنية أم فصل من فصول المخطط الكبير

ديبريفر
2020-09-21 | منذ 3 سنة

تواري المقدشي وصغير عزيز عن معارك مأرب المحتدمة يلقي الكثير من التساؤلات

تقرير خاص (ديبريفر) - تتواصل للشهر الثاني على التوالي المعارك العسكرية بمحافطتي الجوف ومأرب بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين (أنصار الله)، وسط تقدمات ميدانية بطيئة نسبيا ولكنها مهمة بالنسبة للحوثيين، الساعين لإحكام سيطرتهم على المحافظتين الغنيتين بالثروات.

وفي خضم المعارك المحتدمة التي توصف بأنها "الأشرس" منذ إنطلاق الحرب، بدا لافتا تواري وزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي ورئيس أركان الجيش اللواء  صغير بن عزيز عن الأنظار (ميدانيا وإعلاميا) منذ اشتداد المعارك، في مشهد غريب وغير مبرر، يقول البعض بأن من الصعب حدوثه في بلد آخر غير اليمن.

مشهد يزداد غموضا وغرابة، مع إتصالات القيادات العليا للدولة ممثلة بالرئيس المعترف به دوليا ونائبه والتي عادة ماتجرى مع محافظ مأرب "سلطان العرادة" للإطمئنان على سير المعارك في الأرض، في ظل غياب تام أو ربما تجاهل من يفترض بأنهما المسئولين العسكريين الأعلى سلطة في الجيش، الأمر الذي يثير الكثير من علامات الإستفهام.

وتسائل مراقبون حول ما إذا كان تواري وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة هذا، له علاقة بما يثار عن مؤامرة تحاك ضد (مأرب) من قبل أطراف في التحالف العربي وتركها لقمة سائغة وجعل أبناء القبائل يواجهون مصيرهم ضمن مخطط كبير لتركيع الشرعية وإضعاف جميع القوى اليمنية خدمة للأطماع التوسعية الدولية في البلد.

ومهما يكن الأمر، فليس بمقدور أحد التقليل من الإنعكاسات السلبية المؤثرة لهذا التواري سواء في نفوس المقاتلين على الأرض أو الموالين للشرعية اليمنية، بحسب تأكيدات المتابعين والمحللين.

الخبير والمحلل العسكري اليمني نجيب الجابري قال إن الشرعية اليمنية باتت تعيش تحت وطأة ضغوط كبيرة مع إستمرار تقدم الحوثيين في مأرب التي تمثل رمزية سيادية ومركز ثقل كبير لها، وهذا أمر مفهوم، لكن غياب وزير الدفاع ورئيس الأركان في هذه الفترة الحساسة والمعركة المصيرية مسألة يصعب فهمها وتزيد الأمور تعقيدا.

ولم يستبعد الجابري في حديثه لوكالة "ديبريفر" وجود بعض الخلافات بين أركان القيادة الشرعية، في ظل الإستقطابات الحاصلة لقيادات الجيش من قبل بعض أطراف التحالف وتحديدا دولة الإمارات التي باتت تعمل وفق أجنداتها الخاصة بعيدا عن الأهداف المعلنة للتحالف العربي.

وأوضح،"معنويات الجنود المقاتلين على أرض المعركة تتأثر بمثل هذه الأمور، إذ أن وجود القائد يعطي حافزاً أقوى في البسالة والدفاع عن الهدف، كما أنه يعطي إشارات إيجابية ورسائل إطمئنان للموالين بخلاف التواري عن الأنظار الذي عادة مايعطي رسائل سلبية ويمنح مساحة واسعة لترويج الشائعات التي تصبح جزء من المعركة الإعلامية.

فيما يبرر آخرون هذا الغياب ب"الإحترازات الأمنية" في ظل عمليات الإستهداف المتكررة، والحديث عن وجود إختراقات كبيرة لمنظومة الإتصالات العسكرية من قبل جماعة الحوثي.

ويعود آخر ظهور علني لوزير الدفاع الفريق محمد علي المقدشي إلى مايقارب الشهرين،حينما زار قيادة المنطقة العسكرية السابعة والوحدات المرابطة في جبهة نهم في الأول من شهر أغسطس الماضي، بينما تم رصد أخر تصريح لرئيس هيئة الأركان بعدها بأسبوع تقريبا قبل أن يختفي الرجلان بعد ذلك بشكل مريب.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet