السعودية والامارات تدعمان ترامب خوفاً من مواجهة بايدن في ملفات اليمن

ديبريفر
2020-10-20 | منذ 3 سنة

جو بايدن

تقرير (ديبريفر) - يبدو أن مجرد التفكير في فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يثير مخاوف السعودية والإمارات، خاصة وأن مرشح الديمقراطيين أكد بأنه سينهي الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن منذ نحو 6 سنوات.

وتتُهم السعودية التي تقود تحالفاً عربياً عسكرياً في اليمن تحت مبرر دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين التي سيطرت على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، بارتكاب جرائم حرب والتسبب بقتل آلاف المدنيين اليمنيين بينهم أطفال ونساء.

وبشكل سيء تحضر الإمارات في اليمن، من خلال إنشائها ودعمها لتشكيلات عسكرية وأمنية خارجة عن التشكيلات التابعة للحكومة الشرعية، وقد مكنتها من السيطرة على العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظة أرخبيل سقطرى، بالإضافة الملفات الإماراتية الإنسانية السوداء التي كشفت عنها منظمات حقوقية.

ولا تستبعد مجلة "ناشيونال انترست" تقديم الرياض وأبوظبي مساعدات بمختلف الوسائل للرئيس ترامب من أجل الفوز بولاية رئاسية ثانية، لأنه فوزه يعني لهما هروباً جديداً من الملاحقة القانونية بسبب ما اقترفتاه من انتهاكات جسيمة بحق اليمنيين.

وقالت المجلة في تقرير لها نشرته، الأحد، إن انتخابات عام 1796 التي شهدت أول سباق رئاسي تنافسي حقيقي في أمريكا، شهدت تدخل الإنجليز والفرنسيين، حيث فضلت إنجلترا جون آدامز، ورأت فرنسا أن توماس جيفرسون أكثر تعاطفاً مع المُثل العليا للثورة الفرنسية.

وأضافت: "بعد 224عامًا تعود نفس المخاوف للظهور مجددًا، حيث تلوح مؤشرات من شركاء واشنطن العرب بالتدخل في انتخابات 2020م، لتعزيز فرص فوز ترامب بولاية ثانية".

وكانت وسائل إعلام أمريكية، ركزت بشدة على التدخل الروسي والصيني والإيراني في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، وأولت اهتمامًا أقل حول تدخل الحكومات العربية "أصدقاء أمريكا" في شؤونها الداخلية.

وتؤكد المجلة أن عدد من الحكومات العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر يساورها القلق من احتمال خسارة ترامب وفوز بايدن.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" مؤخرًا: "بعد الاستمتاع بما يعتبره النقاد رحلة مجانية من قبل السيد ترامب، تخاطر الدول العربية بمواجهة تدقيق أكبر بكثير بشأن حقوق الإنسان وتدخلاتها الخارجية، في حين أنها أقل تعاطفًا مع مواقفها المتشددة تجاه إيران ".

تقرير "ناشيونال انترست" اتهم السعودية بالترويج لمعلومات مضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن جو بايدن، مستنداً في لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" من أن المملكة السعودية روجت لشائعات كاذبة مفادها أن وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو أصدر الآلاف من رسائل البريد الالكتروني السرية لهيلاري كلينتون أظهرت أن إدارة أوباما خططت سراً لاستبدال محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف، وهو ما وصفته الصحيفة بـ"الخداع ذو الشقين" كون بن سلمان خلق ذريعة لمقاضاة بن نايف بتهمة الخيانة.

وتابعت الواشطن بوست: "وإذا فاز بايدن في نوفمبر، فإنه سيعطي الحكومة السعودية غطاءً سياسيًا لمواجهة أمريكا في قضايا أخرى دون خسارة الدعم المحلي".

ويلفت التقرير إلى إزالة تويتر لتغريدات مضللة سعودية وإماراتية في 2019 و2020م، كما أزال تويتر وفيسبوك شبكات التضليل التي تديرها الإمارات، علاوة على ذلك، استثمرت كل من الرياض وأبوظبي، طوال فترة رئاسة ترامب، أكثر من 100 مليون دولار في الضغط على واشنطن.

واعتبر التقرير أن الجزء المهم من هذا الضغط " ضمان استمرار واشنطن في دعم التحالف الذي تقوده السعودية في حربها المستمرة على اليمن، لتظل الرياض في مأمن من المساءلة القانونية".

المخاوف من تدخل دول الخليج في السياسة الأمريكية، ليست جديدة، فقد ذكرت صحيفة "ديلي بيست" في ديسمبر 2018، إنه تم استجواب العديد من الشهود المرتبطين بحملة ترامب حول محادثاتهم مع شخصيات مؤثرة من الإمارات والسعودية وإسرائيل يهدفون إلى تثبيت ترامب في البيت الأبيض، والإطاحة بالنظام الإيراني، وفق تقرير "ناشيونال انترست".

ومع ذلك، فإن التدخل الخليجي في الانتخابات طغى إلى حد كبير على تدخل دول أخرى، لا سيما تلك التي ليس لها علاقات ودية مع الولايات المتحدة.

وفي أغسطس الماضي، أكد ترامب ومسؤولون استخباراتيون أمريكيون آخرون أن إيران والصين تحاولان أيضًا التأثير على الانتخابات الأمريكية، وذلك لمنع فوز ترامب بولاية رئاسية ثانية.

وتؤكد المجلة الأمريكية، إن المرشح الحالي جون بايدن وشخصيات في الحزب الديمقراطي تحركوا في اتجاه مناهض للسعودية، حيث استخدم بايدن لغة قوية للتنديد بقادة الرياض ووصف المملكة بالدولة " المنبوذة"، بالإضافة إلى مواقف بايدن تجاه مبيعات الأسلحة إلى السعودية .

وقالت إن دعوة بايدن لإعادة واشنطن إلى الاتفاق النووي لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، مقلقة جداً للرياض وأبو ظبي.

وبحسب المجلة، تصب استطلاعات الرأي في صالح بايدن على حساب ترامب، وهو ما يعطي السعودية والإمارات سبباً وجيهاً للتوتر، فلا يمكن استبعاد احتمال مساعدة السعوديين والإماراتيين لترامب في الفوز بولاية ثانية من خلال التدخل في الانتخابات، ومع ذلك ، من المرجح أن يفعل الإيرانيون والصينيون الشيء نفسه لصالح بايدن ، لأن سياسات نائب الرئيس السابق ستكون أقرب إلى مصالحهم مما كانت عليه سياسات ترامب.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet