الرياض (ديبريفر) - نقلت صحيفة "القدس العربي"، مساء الإثنين، عن مصادر يمينة رسمية، إن الإعلان عن التشكيل الحكومي المرتقب في اليمن ما زال متعثراً، رغم توصل الأحزاب والمكونات السياسية إلى تفاهمات مبدئية بشأن توزيع الحقائق الوزارية بينها.
وتوقعت المصادر استمرار أزمة التشكيل الحكومي، حتى يتم حسم كافة نقاط الخلاف بين الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، وتسوية الوضع العسكري والأمني في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن.
وفي تصريح لصحيفة "القدس العربي"، أكد مصدر حكومي أن "التشكيل الحكومي ما زال يواجه تحديات بالغة الصعوبة نظراً لمطالب المجلس الانتقالي الجنوبي التي لا تنتهي والشروط الحكومية التي تحاول الحفاظ على الحدود الآمنة في التعامل مع الانتقالي المدعوم من الإمارات".
وقال المصدر أن المجلس الانتقالي "يرفض كل الشروط والمطالب المتعلقة بالوضع العسكري والأمني في عدن، وهو جوهر الخلاف الذي تسبب في عدم القدرة على التشكيل الحكومي منذ نهاية العام الماضي وفقاً لاتفاق الرياض".
ولفت المصدر إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يواجه تحديات كبيرة من قبل "تيار الإمارات في اليمن، ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سيشارك لأول مرة في التشكيل الحكومي المقبل".
منوهاً إلى أن "مشاركة الانتقالي في الحكومة الشرعية يأتي على حساب صلاحيات الرئيس هادي واستقطاعاً منها نظراً لتقاطع المصالح بين الجانبين".
ويوم الأحد الماضي، قال مصدر رسمي لـ"ديبريفر" إنه سيتم تأجيل الإشهار الرسمي للحكومة بموجب مرسوم رئاسي سيصدره الرئيس هادي فور الانتهاء من تنفيذ الشق الأمني والعسكري لاتفاقية الرياض، وأهمها انسحاب الوحدات العسكرية من عدن وأبين.
وبموجب الاتفاق، سيحصل الانتقالي على 6 حقائق وزارية في الحكومة الجديدة، وهي وزارة النقل، والأشغال العامة والطرق، والثروة السمكية، والزراعة، والشؤون الاجتماعية والعمل.
وفي وقت متأخر يوم الأحد، اتهم المجلس الانتقالي، قوات الحكومة الشرعية بمحاولة إفشال تشكيل الحكومة الجديدة، من خلال تصعيدها في الجبهات القتالية بمحافظة أبين جنوبي اليمن.
وفي سلسلة تغريدات على تويتر، قال محمد النقيب المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الرابعة وجبهة محور أبين، التابعة للمجلس الانتقالي، إن القوات الحكومية صعدت من قصفها وبمختلف الأسلحة بما في ذلك الدبابات، مواقع الانتقالي في القطاع الأوسط في أبين، مستغلة التزام قوات المجلس بوقف اطلاق النار.
وكانت هيئة رئاسة الانتقالي، قالت في اجتماعها الدوري، الأحد، إن لقاء الزبيدي بالرئيس هادي أسفر عن نتائج إيجابية.
ومساء الجمعة الماضية، التقى الرئيس هادي بالزبيدي في مقر إقامته بالرياض، لأول مرة منذ إعلان اتفاق الرياض في نوفمبر العام الماضي، لبحث عديد ملفات عالقة أبرزها ملف تشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة وفقاً لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض المعلن عنها في 29 يوليو الماضي.
واعتبر الانتقالي أن اللقاء "يمثل فرصة حقيقية للتقدم في ملف الأزمة بشكل عام بأبعادها السياسية والعسكرية، والملف الجنوبي بشكل خاص".
ويشكل الشق العسكري في آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض، عائقاً أمام تشكيل الحكومة الجديدة، إذ لم يتم حتى اليوم، انسحاب الوحدات العسكرية المتواجدة في كل من العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة أبين.