شبوة (ديبريفر) - يبدو أن القبائل والنخب السياسية والسلطة المحلية في محافظة شبوة جنوبي اليمن، مصممة على مواجهة "الاستفزازات الإماراتية" من خلال لفت أنظار المجتمع الدولي وكذلك المحلي إلى ما تقوم به الدولة التي تشارك كعضو رئيسي في التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، من أعمال مسيئة بحق شبوة وأبنائها.
والخميس، أطلق ناشطون يمنيون، رابطة حقوقية خاصة بـ"المتضررين من الانتهاكات الإماراتية" في محافظة شبوة جنوبي اليمن.
وقالت الرابطة في بيان لها اطلعت عليه "ديبريفر"، خلال فعالية التدشين، إنه "انطلاقا من واجبنا ومسؤوليتنا وحقنا كأسر لضحايا القتل والاختطافات والإخفاء في السجون السرية الإماراتية، جاءت هذه الخطوة بعد تشاور وتنسيق بين عدد من أسر ضحايا تلك الجرائم".
وتهدف الرابطة إلى "كشف الحقيقة ومعاقبة المجرمين، وإنصاف الضحايا وأسرهم عن طريق القضاء" وفقاً للبيان.
ودعت الرابطة، حكومة تصريف الأعمال اليمنية إلى "الاضطلاع بواجبها وحماية المجتمع من عبث الجماعات والمليشيات المسلحة الخارجة عن قانون الدولة، وإحالة القتلة ومن يقف وراءهم وتقديمهم للعدالة".
وطالبت المنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان وقادة الرأي والحقوقيين وعموم المجتمع اليمني، إلى "الوقوف مع الرابطة ومناصرتها في قضيتها".
وتنفذ قبائل شبوانية اعتصام سلمي منذ نحو شهر، احتجاجاً على مقتل 9 من أبناء القبائل وإصابة ثمانية آخرين في مداهمة "غير قانونية" نفذتها قوات النخبة الشبوانية وضباط إماراتيين.
والأحد الماضي، حذر المتحدث الرسمي باسم ساحة الاعتصام السلمي بمنطقة العلم في شبوة، من العواقب الوخيمة لاستمرار الاستفزازات الإماراتية بحق المعتصمين السلميين.
وقال أحمد الحاج في تصريحات إعلامية، أن استفزاز القوات الإماراتية المستمر للمعتصمين من خلال تحليق الطيران الحربي فوق المخيم، هي جريمة أخرى ترتكبها الإمارات بحق المعتصمين السلميين" حيث سبق وحلق الطيران فاتحاً حاجز الصوت فوق موقع الاعتصام.
وأشار المتحدث الرسمي باسم ساحة الاعتصام إلى أن الاستفزازات الإماراتية لن تزيد المعتصمين السلميين الا ثباتاً وإصراراً حتى ينالوا مطالبهم المشروعة التي تم الإعلان عنها مسبقا.
والسبت الماضي، حلّق الطيران الإماراتي، على علو منخفض فوق خيام المعتصمين السلميين من "آل محضار" أمام معسكر" العلم" الذي يتواجد فيه ضباط إماراتيون، في خطوة استفزازية أثارت حفيظة المعتصمين.
يأتي هذا بعد نحو أسبوعين فقط من شن الطيران الإماراتي غارة جوية على محيط ساحة الاعتصام بهدف إثارة الفزع في أوساط المعتصمين السلميين ودفعهم إلى مغادرة موقع الساحة القريب من بوابة معسكر العلم الذي تتواجد فيه قوات النخبة الشبوانية المدعومة من أبوظبي، بالإضافة الى عدد من الجنود والضباط الإماراتيين.
وبات التواجد الإماراتي سواء عبر قواتها أو القوات الموالية لها غير مقبول في محافظة شبوة الغنية بالغاز، مرفوض، عبرت عنه وأكدته رسمياً السلطات المحلية وشرائح واسعة من المجتمع الشبواني في مناسبات عديدة.
وتتحكم القوات الإمارات بشكل شبه كلي في غالبية الموانئ الجنوبية والشرقية للبلاد، ومنها ميناء بلحاف النفطي بشبوة، الذي تسيطر عليه فعليا وتمنع الحكومة الشرعية اليمنية من استئناف عمليات تصدير النفط والغاز من خلاله.
وتتهم القيادة الشرعية في اليمن دولة الإمارات بدعم وتمويل مليشيات متمردة خارج سلطات الحكومة الشرعية، ومن بينها قوات النخبة والأحزمة الأمنية في المحافظات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي سبق أن خاض جولتين من الحرب مع القوات الحكومية في العاصمة المؤقتة عدن، في حين لا تزال المواجهات مشتعلة بين الطرفين في محافظة أبين حتى اليوم.