عدن (ديبريفر) - أكدت مصادر سياسية يمنية، السبت، أن تشكيل الحكومة الجديدة، أصبح أكثر تعقيداً في الوقت الراهن، بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات في محافظات أبين جنوبي اليمن.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر سياسي، إن "اندلاع الاشتباكات بين القوات الحكومية والانتقالي في منطقة شقرة بمحافظة أبين، يعد مؤشراً قوياً على انهيار محاولات إعلان تشكيل الحكومة الجديدة بمشاركة الانتقالي فيها".
وأشار المصدر إلى أن المواجهات أعادت العلاقة بين الطرفين إلى المربع الأول، وإلى ما قبل اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر من العام الماضي.
واندلعت مواجهات عسكرية عنيفة نهاية الأسبوع الماضي، ووصلت ذروتها الجمعة، بين قوات الانتقالي، وقوات الحكومة الشرعية في مناطق عديدة بالقرب من شقرة في أبين التي تبعد نحو 70 كيلو متر فقط عن العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وقال شهود عيان لـ"القدس العربي" إن الجانبين الحكومي والانتقالي الجنوبي قاما بإرسال تعزيزات عسكرية ثقيلة إلى أبين، حيث تدور المواجهات المسلحة بينهما، بالإضافة إلى إرسال أعداد كبيرة من الجنود والمقاتلين وذلك لدعم جبهة كل منهما في تلك المواجهات التي تنذر بانفجار الوضع عسكريا بشكل واسع وتعثر التشكيل الحكومي المقرر برعاية سعودية.
وأوضحت المصادر المحلية أن المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والانتقالي، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً من الجانبين بينهم أحد القيادات البارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأكدت مقتل 6 جنود من القوات الحكومية على الأقل، و8 من الانتقالي، وإصابة آخرين لم تحدد المصادر عددهم، لكنها أكدت أن عدد القتلى ما زال مرشحا للزيادة مع حالات الإصابة الصعبة التي يحتمل وفاة بعض الجرحى جراءها في وقت لاحق.
وبحسب الصحيفة، قوبلت هذه المواجهات بين الجانبين بردود أفعال متباينة، حيث اعتبرها البعض مؤشراً على انهيار ما تبقى من محاولات تقوم بها السعودية في إطار لملمة الوضع السياسي والعسكري في اليمن والدفع بالطرفين نحو الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة بأي ثمن، ليس بالضرورة لنزع فتيل الأزمة ولكن فقط لإنجاح اتفاق الرياض الذي رعته السعودية والتزمت بالإشراف على تنفيذه على أرض الواقع، لكنها عجزت عن ذلك منذ أكثر من عام.
وكانت قوات المجلس الانتقالي، سيطرت على محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية المجاورة لها في شهر أغسطس من العام الماضي، بدعم عسكري من القوات الإماراتية التي كانت مرابطة في مديرية البريقة بعدن.