أنقرة (ديبريفر) - هاجم ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات، وقال إنه ساهم في تعميق الأزمة اليمنية بشكل أكبر، ولم تكن أولويته إحلال السلام أو توفير الاستقرار للشعب اليمني، بل تأسيس حكومة وإدارة تتبعه وتتلقى الأوامر منه.
وقال أقطاي في مقال بعنوان "نظرة تركيا إلى اليمن في ضوء تجربتها في ليبيا وأذربيجان والصومال" والمنشور بصحيفة يني شفق التركية: "تدخلهم في اليمن منذ أكثر من 5 سنوات، فإن مهمتهم كانت بعيدة كل البعد عن إيجاد حل لتلك الأزمة، بل لم ينجحوا في فعل شيء سوى في تعميق الأزمة بشكل أكبر، وإيصالها إلى نقطة تجعلها غير قابلة للحل".
وأضاف: "كان الهدف الرئيسي من عملية عاصفة الحزم التي أعلنوا عنها قبل 5 سنوات، بقيادة السعودية والإمارات في اليمن، هو الدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن ضد الحوثي المدعوم من إيران، الذي حاول الانقلاب على الحكومة الشرعية. إلا أنهم على مدار 5 سنوات كاملة، أثبتوا أنهم عاجزون عن التغلب على الحوثي"
وأكد المسؤول التركي أن "هذا لا يعني بطبيعة الحال أن عجزهم نابع عن قوة الحوثي، على العكس، حيث أن الحوثيين مهما كانت قوتهم التي يستمدونها من إيران، فإنهم لن ينجحوا في تنفيذ انقلاب ضد الشعب اليمني."
وتابع "إلا أن المشكلة الرئيسية هي أن قوات التحالف في الوقت الذي تحارب فيه الحوثيين، تقوم أيضاً باتباع سياسة غير موثوقة من شأنها إضعاف الأطراف اليمنية الأخرى".
ورأى مستشار الرئيس التركي أن "قضية إحلال السلام وإيجاد حل في اليمن لا يعتبر أمراً صعباً على الإطلاق، حيث أن الشعب اليمني لا يريد سوى السلام والاستقرار. ولو أن الفاعلين هناك كانوا قد فتحوا مجالًا لعملية حوار، لكانت تلك العملية قد انطلقت بنفسها دون عائق".
واتهم قوات التحالف بأنها "ابتعدت عن ذلك (الحوار)، ومارست سياسة غريبة للغاية، تقوم على التعامل مع جميع الأطراف اليمنية كأعداء محتملين إن لم يكن اليوم فغداً. لم تكن أولوية قوات التحالف يوماً ما إحلال السلام أو توفير الاستقرار للشعب اليمني، بل تأسيس حكومة وإدارة تتبع لهم وتتلقى الأوامر منهم".
واستطرد مستشار أردوغان قائلا: "لقد كان السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في اليمن، هو الاعتراف بكافة شرائح الشعب اليمني، وفتح الطريق أمام جو حوار من شأنه أن يجلب السلام لجميع تلك الشرائح. لا يمكن لسياسة تقوم على استخدام طرف دون آخر، أن تساهم في ضمان الوحدة والاستقرار في بلد ما.."
و يشهد اليمن منذ قرابة ست سنوات حرباً مدمرة بين الحكومة المعترف بها دولياً يساندها منذ 2015 تحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال البلاد وغربها منذ سبتمبر 2014 .
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً، ويتخطى عدد اليمنيين الذين يواجهون في العام 2020 انعداماً حاداً للأمن الغذائي 17 مليوناً من إجمالي التعداد السكاني للبلاد المقدّر بنحو 30 مليون نسمة، بينما يحتاج 24.1 مليون آخرين، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى المساعدة.