رويترز: بعد 10 سنوات على الانتفاضة في اليمن يبدو البلد منقسماً وعلى شفا المجاعة

ديبريفر
2021-01-29 | منذ 2 سنة

شهد اليمن انتفاضة قبل 10 أعوام ضد نظام الحكم والتدهور الاقتصادي لكن البلد الفقير لا يزال غارقاً في أزماته الإنسانية الكارثية

تقرير (ديبريفر) - قالت وكالة "رويترز" بعد انقضاء عشر سنوات على الانتفاض على نظام الحكم وتدهور الاقتصاد في اليمن، يجد الناشطون الذين شاركوا في تلك الاحتجاجات أنفسهم على طرفي نقيض في حرب دفعت بالبلاد إلى شفا المجاعة واحتمالات قاتمة لإحلال السلام.
واستعرضت الوكالة، في تقرير لها نشرته الخميس، قصة أحمد عبده حزام، المقاتل في صفوف القوات الحكومية، والمعروف بالاسم الحركي "أحمد أبو النصر، وهو خريج جامعي من مدينة تعز التي تشتهر بالصناعات الزراعية، عندما انضم لأول مرة إلى احتجاجات قادها الشباب من أجل إنهاء حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد أن أمضى 33 عاماً في الحكم.
وأوضحت أنه وحتى في تلك الأيام كان حوالي 40 في المئة من سكان اليمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم وكان ثلث السكان يعانون من الجوع المزمن. وكانت الوظائف نادرة والفساد متفشيا. وكانت الدولة تواجه عودة نشاط جناح تنظيم القاعدة وتمرد حركة الحوثي في الشمال والانفصاليين في الجنوب.
ونقلت "رويترز" عن "أبو النصر"، الذي كان مثل كثيرين غيره ساخطا على المحسوبية في وظائف القطاع العام والدولة أكبر جهة موفرة للوظائف، قوله إنهم " حاولوا استدراجنا للعنف، لكننا ظللنا سلميين".
وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 2000 قتيل سقطوا في الانتفاضة قبل أن يذعن صالح في 2012 لضغوط الولايات المتحدة ودول الخليج العربية ويعلن تنحيه عن الرئاسة. وكان رابع حاكم مستبد يطاح به في انتفاضات "الربيع العربي" التي انطلقت شرارتها في تونس.
وذكرت أن الرياض وواشنطن كانتا تأملان أن يعمل عبد ربه منصور هادي نائب صالح على تحسين شرعية الحكومة ويشرف على فترة انتقالية إلى الديمقراطية. وبدلا من ذلك تفككت الحكومة.
وزعمت أن جماعة الحوثي، خصوم السعودية وأصدقاء إيران، تعاونت مع صالح خصمهم السابق للاستيلاء على العاصمة صنعاء وإخراج حكومة هادي منها في أواخر 2014 الأمر الذي أدى إلى تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية ودعم الغرب، لينتهي ذلك التعاون بقتل الجماعة لصالح فيما بعد عندما انقلب عليهم.
ووفقاً للتقرير، انضم أبو النصر، الذي يقرض الشعر وهو أب لأربعة أولاد، للقوات الحكومية عندما دخل الحوثيون تعز التي لا تزال فعليا تحت الحصار.
وقال أبو النصر الذي شهد مصرع رفاق له وتعرض بيته للتدمير وتشتّتت أسرته "لم نكن نحسب أن الانتفاضة ستؤدي إلى ذلك. وأُجبرنا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسنا".
وأضاف "أرجو من كل قلبي أن تنتهي الحرب ... وأن يوضع السلاح وأن تجتمع كل الفصائل على المائدة".
وتقول "رويترز" أن أكثر من 100 ألف قتيل سقطوا في الحرب، وأصبح الملايين على شفا المجاعة. والآن يحتاج 80 في المئة من سكان اليمن، أي حوالي 24 مليون نسمة، للمساعدات كما أنهم عرضة للإصابة بالأمراض ففي البداية كانت الكوليرا ثم جاء كوفيد-19.
وانضم علي الديلمي الناشط الحقوقي، الذي اعتقل لفترة وجيزة في عهد صالح وأصبح الآن نائب وزير لحقوق الإنسان
في حكومة الحوثيين، للانتفاضة في ساحة التغيير بصنعاء على أمل أن تفضي إلى دولة تمثل الجميع.

ذكريات أيام الثورة الأولي
وروى الدليمي لـ"رويترز" في ساحة التحرير ذكرياته عن أيام الثورة الأولى وأبدى أسفه على ما آلت إليه.
وقال الدليمي "في أوقات اعتقدنا أننا لن نعيش لنرى الشمس تشرق بسبب التهديدات والجنود (الموالين لصالح) والمجرمين. كنا نريد الابتعاد عن الدولة الفاشلة، نريد الخروج من المأزق".
الديلمي اعتبر المبادرة الخليجية التي دفعت بهادي إلى السلطة "تدخلا وأد مبادئ الثورة".
وأضاف "أردنا تغييرا حقيقيا لا إعادة تغليف النظام القديم في صورة نظام ديمقراطي".
والآن يسيطر الحوثيون على شمال اليمن الذي تنطلق منه هجمات متكررة على مدن سعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة، أما الحكومة اليمنية فتتمركز في الجنوب حيث يسعى انفصاليون لمزيد من السلطات، بحسب "رويترز".

وعود إنهاء الحرب
وتمضي "رويترز" في تقريرها، مشيرة إلى أن الناشطة الحقوقية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2011 لدورها في احتجاجات الربيع العربي، كانت في الخارج عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ولم تعد إليها. وهي معارضة نشطة لحركة الحوثي والتحالف الذي تقوده السعودية إذ تتهم الطرفين بقمع التغيير الديمقراطي في المنطقة.
وقالت كرمان "بعد الثورة عشنا ثلاثة أعوام من أجمل الأعوام على الإطلاق ... وكنا على بعد أيام من الاستفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات التعددية". وحمّلت جماعة الحوثي والحرب والتراخي الغربي مسؤولية ما تلا ذلك.
وحثت كرمان إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على "إنجاز التزامه ووعوده بإنهاء هذه الحرب في اليمن" ووقف مبيعات السلاح للسعودية وحليفتها الإمارات.
وفي ميناء عدن الجنوبي، يأمل المهندس المدني وضاح الحريري (49 عاما) أن تتمكن الأمم المتحدة من إحياء محادثات السلام المتوقفة. وقد نقل أسرته إلى الحديدة ثم إلى صنعاء ومنها إلى عدن هربا من الاشتباكات.
كان الحريري عضوا في الحزب الاشتراكي الذي حكم جنوب اليمن قبل توحيد شطري البلاد الجنوبي والشمالي تحت قيادة صالح عام 1990. وهو يعتقد أن أهداف الانتفاضة التي انضم إليها ما زالت ممكنة التحقيق.
وقد قال لرويترز إن "بناء السلام له الأولوية الآن وبعده دستور جديد".


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet