القاهرة (ديبريفر) - بات من الواضح أن ملف الأزمة اليمنية في طريقه إلى الحل، إثر نجاح الوسطاء العمانيين بإحداث إختراق نسبي في الملف الراكد منذ سنوات، بعد زيارة رسمية للوفد السلطاني شملت كلاً من صنعاء والرياض.
ومع تواتر الأنباء الإيجابية،والمعلومات التي تفيد بقرب التوصل لإتفاق رسمي بوقف إطلاق النار تمهيدا للدخول في تسوية سياسية شاملة، ماتزال الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا مغيبة عما يدور، وسط ضبابية كبيرة تهيمن على موقفها الرسمي.
وكان مصدر إعلامي في مكتب رئاسة الجمهورية، أكد مساء الأربعاء، أن الحكومة اليمنية ستصدر "خلال ساعات" بيانا رسميا بشأن الموضوع.
وقال ياسر الحسني الصحفي في الرئاسة اليمنية، إن بيانا رسميا ستصدره الحكومة لتوضيح كل ما أثير من ضجيج وتسريبات حول الجهود العُمانية.
وحتى الان، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة بعد مضي نحو 24 ساعة على حديث الحسني، وهو ما أثار إنتقادات واسعة في الأوساط اليمنية ضد الشرعية اليمنية.
وأعتبر مراقبون إن هذا الصمت الحكومي يعكس بشكل واضح حالة من التخبط في أروقة الشرعية التي تعيش حالة من التبعية للقرار السعودي.
وأشار المراقبون إن الحكومة الشرعية اليمنية لاتزال بإنتظار الموقف الرسمي من السعودية والذي على ضوئه ستحدد موقفها إزاء هذه التطورات.
وكانت مصادر يمنية، كشفت في وقت سابق الخميس، عن بوادر انفراجة بشأن رفع الحظر الجوي المفروض من التحالف الذي تقوده السعودية على مطار صنعاء الدولي الخاضع لجماعة أنصار الله (الحوثيين).
وقالت المصادر أن المؤشرات الأولية لنتائج الوساطة العمانية، تشير إلى قبول السعودية بشروط الحوثيين برفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، قبل الدخول في وقف إطلاق النار.
والأحد الماضي، قال عبدالملك المخلافي مستشار الرئاسة اليمنية المعترف بها دوليا، إن القبول بمنطق وإشتراطات الحوثي المتعلقة بوقف الحرب، ضرب من الجنون، لايخدم سوى أغراض الجماعة ومشاريعها الهادفة للإستمرار في القتل وتدمير البلد
وأعتبر المخلافي، إن القبول بهذه الإشتراطات، "ضرب من الجنون" وشراكة فعلية في قتل اليمنيين.
وتطالب الجماعة الحوثية بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل الموافقة على وقف إطلاق النار والجلوس الى طاولة المفاوضات، الأمر الذي يبدو بأنها قد نجحت في إقناع الوسطاء الدوليين بتنفيذه.
وتشهد اليمن منذ سبع سنوات، صراعا دمويا على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية.