المكلا (ديبريفر) - دفع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بتعزيزات عسكرية جديدة ، الثلاثاء إلى محافظة حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، في خطوة تشير من حيث توقيتها إلى ترتيبات عملية لفرض واقع جديد، وسحب البساط من تحت أقدام الحكومة المعترف بها دوليا.
وأفادت مصادر محلية، بوصول وحدات من لواء مكافحة الإرهاب الذي يقوده عادل المصعبي، من عدن إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.
ويأتي هذا التحرك غداة هجوم جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي على الحكومة الشرعية، وتوعده بطردها من محافظة حضرموت، والتي تسعى الحكومة اليمنية والبرلمان الموالي لها، لجعلها مقراً مؤقتاً لهما.
وأكد المجلس الانتقالي على لسان متحدثه الرسمي "علي الكثيري"، رفضه مشروع الدولة الإتحادية وتمسكه بخيار الانفصال واستعادة ما أسماها "دولة الجنوب".
وقال الكثيري مخاطبا وزير الإعلام بالحكومة الشرعية : "يجب على الإرياني أن يعلم بأن دولته الاتحادية التي يقول أنه جاء إلى المكلا ليقنع أبناء حضرموت بها هي مشروع مرفوض بذات قدر رفضهم لزيارته لعاصمة محافظتهم"، حد قوله.
وأضاف بلهجة توبيخ ووعيد : "من المتوجب على الارياني أن يضبط تصريحاته وأن يلتزم بالآداب، ما لم فسيكون لأبناء حضرموت موقف يلجمه"، في إشارة منه إلى الإندفاع نحو تحريك الشارع الحضرمي ضد الحكومة لطردها من المدينة كما حدث في مارس الفائت، حينما حّرض الإنتقالي أنصاره على إقتحام قصر معاشيق في عدن وطرد أعضاء الحكومة منه.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا حذرت في بيانات منفصلة، الشهر الماضي، المجلس الانتقالي من خطورة التصعيد والتحركات التي يقوم به في المحافظات الجنوبية والشرقية للبلاد.
ولوحت واشنطن بفرض عقوبات دولية ضد أي طرف يحاول النيل من إستقرارووحدة اليمن، في إشارة على الأرجح للمجلس الانتقالي المنادي بفصل الجنوب عن الشمال.
وكان مسؤول يمني سابق حذر من مخطط اقليمي مشترك بين الإمارات وإيران لإسقاط محافظة شبوة.
وقال صالح الجبواني الوزير الأسبق بالحكومة اليمنية إن تنسيقا مشتركا بين أبوظبي وطهران وعبر أدواتهما المحلية (المجلس الانتقالي وجماعة الحوثي)، يتم الاعداد له لشن هجوم مزدوج على شبوة الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
وأشار الجبواني إلى ان المخطط يقوم على أساس تنفيذ الحوثيين هجوما بريا عبر مديرية بيحان وصولا الى عتق بالتزامن مع هجوم أخر لقوات الانتقالي، وتحديدا من قبل لواء بارشيد المتواجد في المكلا والذي جرى تعزيزه بوحدات إضافية، وذلك للسيطرة على الشريط الساحلي وصولا إلى مديرية أحور في أبين.
ووفقاً للجبواني، فإن الخطة التي تنتظر الاعلان عن ساعة الصفر، تهدف لتقاسم سيطرة الطرفين على المحافظة الغنية بالنفط والغاز، بحيث يفرض الانتقالي سيطرته على المديريات الساحلية بما في ذلك بلحاف، بينما يسيطر الحوثيون على عتق والمديريات الشمالية لشبوة، تمهيدا لمحاولتهم الالتفاف على محافظة مأرب التي تشكل الهدف الأبرز بالنسبة لهم.