عدن (ديبريفر) اتهم قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، يوم الخميس، "القوى اليمنية" بـ "التآمر والاستخفاف بالقضية الجنوبية"، مهدداً باتخاذ إجراءات أحادية لتشكيل وفد تفاوضي يمثل الجنوب.
وقال نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي منصور صالح، في اتصال مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، إن المجلس "لا زال يتمسك بضرورة تشكيل وفد تفاوضي مشترك لمفاوضات وقف الحرب والتسوية السياسية الشاملة".
وأضاف "للأسف مازالت الأطراف الأخرى (مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية) تماطل وتتنصل من التزاماتها في محاولة للالتفاف على حق تمثيل الجنوبيين لأنفسهم، اعتقاداً منهم أن بإمكانهم اغتصاب هذا الحق والفصل في أمور الجنوب ومستقبل شعبه، بعيدا عن ممثله الحقيقي"، حد تعبيره وذلك في إشارة للمجلس الانتقالي.
وتابع القيادي في الانتقالي قائلاً "إن على القوى اليمنية أن تدرك أن ليس بمقدورها الالتفاف على الإرادة الجنوبية وأن ليس أمامها سوى الالتزام بما تم الاتفاق عليه".
واستطرد مهدداً "وإلا فإن المجلس سيتخذ اجراءً أحادياً بتشكيل وفد تفاوضي خاص به بعيداً عن مكونات مجلس القيادة الرئاسي الأخرى، وهذا حق طالما كانت هناك محاولات تستهدف قضية شعب الجنوب ومستقبله".
واتهم صالح، من أسماها "القوى اليمنية" بـ "التآمر والاستخفاف في التعامل مع قضية شعب الجنوب".
وكانت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي لوجت في اجتماع رسمي لها يوم الثلاثاء، بتشكيل فريق تفاوضي مستقل للمشاركة في مشاورات السلام مع جماعة أنصار الله (الحوثيين)، والخاصة بايجاد تسوية سياسية لانهاء الحرب في اليمن، في دلالة واضحة عن حالة الانقسام والتباينات الكبيرة بين القوى المتشاركة في المجلس الرئاسي.
وارتفعت وتيرة الخلافات بين الانتقالي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي منذ أواخر يناير الماضي حينما أعلن الأخير بمرسوم رئاسي تشكيل قوات عسكرية جديدة تحت مسمى "درع الوطن" وهي قوات ممولة من السعودية وتعود تبعيتها المباشرة للرئيس اليمني باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو ما اعتبره حلفاء الامارات محاولة لتحجيم نفوذهم العسكري في عدن الخاضعة فعليا لسيطرة الانتقالي الجنوبي.
واستمرت الخلافات بين الحليفين في التصاعد لتبلغ أوجها عقب لقاء صحفي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي أقر خلاله بعدالة القضية الجنوبية لكنه أكد ضرورة تأجيل النقاش والبحث عن حلول لها إلى مابعد استعادة الدولة وتحييد الخطر الايراني الذي يتهدد البلد بشماله وجنوبه، وهو ما أثار حفيظة الانتقالي الذي قام مسلحوه لاحقاً بتطويق قصر معاشيق الرئاسي ومنع الدخول إليه، والتهديد بمنع الرئيس العليمي وكبار مسؤولي الدولة من العودة الى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد منذ عام 2015.