الإندبندنت البريطانية: منظمات دولية تحذر من مهاجمة ميناء الحديدة

لندن (ديبريفر)
2018-09-24 | منذ 5 سنة

ميناء الحديدة يمر منه أكثر من 70% من المساعدات إلى اليمن

حذرت منظمات ووكالات الإغاثة الدولية، من مغبة الهجوم العسكري على مدينة الحديدة وميناءها الإستراتيجي غربي اليمن المطل على البحر الأحمر.

وقالت الوكالات إن مهاجمة الميناء ستكون عواقبه وخيمة وستؤدي إلى كارثة إنسانية وقطع شريان أساسي لحياة ملايين المدنيين في عموم المدن الشمالية.

ونشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريراً مطولاً، اليوم الإثنين، عن الأوضاع في اليمن وأحدث التطورات على الصعيد الإنساني وسلطت الضوء على تحذيرات منظمات دولية من أزمة نقص الغذاء.

وقالت "الإندبندنت" إن منظمة كير الدولية حذرت من أنه حسب تقديراتها المعتمدة على إحصاءات منظمة الغذاء الدولية فإن مخزون الطعام في اليمن لا يكفي المواطنين لفترة طويلة وأنه قد ينفد في فترة تتراوح بين شهرين او ثلاثة أشهر.

      اقرأ أيضاً:

     منظمة كير الدولية: لم يتبق من الغذاء في اليمن سوى ما يكفي لـ2 إلى 3 أشهر

وأكدت "الإندبندنت" أن أكثر من 8 ملايين شخص في اليمن يعيشون على شفا مجاعة كبرى وصفتها الأمم المتحدة بشكل متكرر بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشارت إلى إن ميناء الحديدة يستقبل نحو 70 في المائة من إجمالي الإمدادات الغذائية والطبية التي تصل إلى اليمن من الخارج ، وأن هذه النسبة كانت تصل إلى 90 في المائة قبل بدء الحرب.

ويعود آخر إغلاق لميناء الحديدة بالكامل إلى نوفمبر 2017، ما تسبب بتجويع 3.2 ملايين شخص إضافيين، بحسب تقديرات برنامج الأغذية العالمي.

وأشارت الصحيفة البريطانية واسعة الانتشار، إلى تحذيرات العديد من المنظمات من أن الضربات الجوية المتزايدة على ميناء الحديدة، والمعارك المتصاعدة للسيطرة على طرق النقل الرئيسة، من شأنها أن تقطع الإمدادات الحيوية إلى بقية البلاد.

ونقلت عن مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن، تامر كيرلس، قوله: "حتى أصغر اضطراب في إمدادات الغذاء والوقود وغيرها من خلال ميناء اليمن الحيوي يعني موت مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والذين لا يستطيعون الحصول على الطعام الذي يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة".

ولفتت "إندبندنت" إلى توقع منظمة "أنقذوا الأطفال" الأسبوع الماضي بأن ارتفاع أسعار الغذاء والوقود بنسبة تصل إلى 45 بالمائة، ما قد يتسبب بزيادة عدد الأطفال اليمنيين الذين يواجهون المجاعة إلى خمسة ملايين.

واعتبر تقرير المنظمة أن أي إغلاق في الحديدة هو بمثابة مخاطرة بقتل جيل كامل.

وتفيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بأن أكثر من 11 مليون طفل في اليمن عانوا من الكوليرا والدفتيريا في عام 2017، كما يبذل العاملون في مجال الإغاثة قصارى جهدهم لمنع تفشي الكوليرا (HL6) المتوقع.

تأتي تحذيرات المنظمة الدولية في وقت تشهد الأطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة معارك ضارية بدأت في 7 سبتمبر الجاري، بين قوات مشتركة يمنية موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، تسعى لانتزاع السيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من أيدي قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.

وأدت المعارك إلى قطع الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة الحديدة بالعاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما أثر على حركة النقل بين المدينتين الرئيسيتين في البلاد.

وتتهم الحكومة اليمنية "الشرعية" والتحالف العربي، جماعة الحوثيين باستخدام ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية التي تأتيهم من إيران وتطلقها على السعودية، وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.

ومراراً حذرت منظمات أممية ودول كبرى التحالف العربي، من مهاجمة مدينة وميناء الحديدة، لما قد يتسبب به ذلك من مضاعفة المعاناة الإنسانية في اليمن، كون نحو 80 بالمائة من واردات هذه البلاد الفقيرة بما في ذلك المساعدات الإنسانية تمر عبر هذا الميناء الاستراتيجي، غير أن التحالف ضرب بكل تلك التحذيرات عرض الحائط وبدأ في إتمام عملية "تحرير الحديدة".

وتقود السعودية تحالفاً عربياً عسكريا ينفذ، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي لإعادته إلى الحكم في صنعاء.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"،  وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet