قالت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، اليوم السبت، إن وزير خارجية بلادها جيرمي هانت، وافق على المشاركة في القمة التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية في العاصمة البولندية وارسو يوم 13 فبراير المقبل، ولكن بشرط أن تنظم واشنطن على هامش القمة، اجتماعا خاصاً باليمن التي تدور فيها حرب طاحنة منذ قرابة أربع سنوات.
وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني اشترط أن يشارك في الاجتماع الخاص باليمن كل من بريطانيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى السعودية والإمارات اللتان تعتبران البلدان الرئيسيان في التحالف العربي الذي يخوض عمليات عسكرية في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله).
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن هذا الاجتماع سيساعد في احتواء خلاف بين لندن وواشنطن بخصوص اليمن وسيتيح لوزير الخارجية البريطاني فرصة لتقييم إمكانيات إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة وميناء الحديدة غربي اليمن، الذي أبرم بين طرفي الصراع اليمني خلال مشاورات السلام التي جرت في السويد خلال ديسمبر الماضي.
ولفتت الـ"غارديان" إلى أن كبار الدبلوماسيين الأوروبيين يترددون في مواقفهم إزاء القمة التي تهدف في الأساس إلى تشكيل تحالف دولي ضد إيران، ويرون أن هذه القمة تأتي في إطار التحرك الأمريكي لنسف الدعم الأوروبي للاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران الدول الست الكبرى والذي انسحبت منه واشنطن في مايو الماضي من جانب واحد، فيما عارضت بقية الدول الموقعة على الاتفاق الانسحاب الأمريكي وانتقدته، ووضعت خططاً لمواصلة تنفيذ الاتفاق والهروب من العقوبات الأمريكية على طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن واشنطن دعت وزراء من 70 دولة لحضور قمة وارسو، ودفعها التردد الأوروبي إلى توسيع مواضيع القمة لتشمل العديد من قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الخطر الذي تشكله إيران، وفق الأمريكان.
وفي وقت سابق، أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف مقاطعتها قمة وارسوا، كونها أغفلت عدد من القضايا الهامة لاسيما القضية الفلسطينية، معتبرة القمة تخدم الأجندة الأمريكية فقط.
ويدور في اليمن منذ قرابة أربع سنوات، صراعاً دموياً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وتسعى بريطانيا أن يكون لها يد في وضع حلول مناسبة للصراع في اليمن الذي تسبب في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفق تأكيدات الأمم المتحدة التي تقول إن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.
وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار الآلاف خارجها.