هل تكشف ديلي ميل عن تورط بريطانيا بتجنيد الأطفال في حرب اليمن؟

لندن (ديبريفر)
2019-04-03 | منذ 4 سنة

أطفال يمنيون مجندون

وافقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية على تقديم معلوماتها للأمم المتحدة عن تجنيد الأطفال باليمن.

وأكدت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، يوم الثلاثاء، أن ما كشفته عن تجنيد الأطفال واحتمال تورط قوات بريطانية في حرب اليمن أثار ردود فعل كبيرة وقوية.

وقالت الصحيفة إنه بعد نشر تقريرها عن اليمن، الأسبوع الماضي، تلقت طلبًا للحصول على معلومات من الفريق الرسمي لخبراء الأمم المتحدة المعني بمراقبة العقوبات في اليمن، الذي يقدم المشورة لمجلس الأمن بشأن حالة النزاع.

واعتبرت "ديلي ميل"، أنه يتم التعامل مع الأطفال اليمنيين البالغين من العمر 13 عاماً، في الحرب الدائرة منذ أكثر من أربع سنوات في هذا البلد الفقير، على أساس أنهم قادرون على القتال جنباً إلى جنب مع الكبار.

وذكرت الصحيفة أن وزارة الدفاع البريطانية وجدت نفسها مجبرة في وقت سابق على تبرير دعمها للسعودية بعد الكشف عن مشاركة مهندسين عسكريين في تقديم الدعم التقني للطائرات السعودية، وتدريب القوات السعودية قبل توجهها إلى اليمن.

ونشرت الصحيفة صوراً تعود للعام الماضي، لأطفال مشاركين في حرب اليمن، وقالت إن القوات البريطانية الموجودة في اليمن وإن كانت لا تشارك في أدوار هجومية، فإنها مستعدة للرد لحماية نفسها.

وتحدثت ديلي ميل عن تكهنات بتورط أفراد من سلاح الجو البريطاني في قصف مستشفى للأطفال باليمن قبل أيام.

ويدور في اليمن للعام الخامس على التوالي، صراع دموي على السلطة بين الحكومة "الشرعية" المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عربي عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية، ما أنتج أوضاعاً إنسانية صعبة، جعلت معظم سكان هذا البلد الفقير البالغ عددهم نحو ٣٠ مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات عاجلة.

 

تعهد بالتحقيق

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت قبل أربعة أيام عن تعهد وزير الدولة البريطاني لشؤون آسيا، مارك فيلد، بالتحقيق في أنباء تتعلق بتدريب القوات البريطانية مقاتلين أطفالاً ضمن قوات التحالف في اليمن.

وقال فيلد إن هناك تقارير تشير إلى أن 40 بالمئة من جنود قوات التحالف السعودي في اليمن هم من الأطفال.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن فيلد وعد أيضاً بإجراء تحقيق حول أنباء عن إصابة عدد من الجنود البريطانيين من قوة "ساس" وهي القوات الخاصة البريطانية، في اشتباكات مع قوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن.

واستبعد الصحفي البريطاني والخبير في شؤون الشرق الأوسط، بيل لو، أن تصل لجنة التحقيق البريطانية في ادعاءات تدريب القوات البريطانية أطفالا ليكونوا جنوداً للتحالف السعودي الإماراتي في حرب اليمن؛ إلى أدلة تؤكد صحة هذه الادعاءات.

في حين كشف السياسي والحقوقي اليمني، إبراهيم القعطبي، عن أن الصحف البريطانية تمتلك وثائق وأدلة تؤكد تدريب الجيش البريطاني أطفالاً.

وزعم القعطبي أن الحكومة البريطانية ستمنع نشر نتائج التحقيقات التي يبحث فيها وزير الدولة، مارك فيلد، مؤكداً أن تلك النتائج سيتم إدراجها تحت الملفات السرية التي يجب عدم الإفصاح عنها.

وأشار الحقوقي اليمني إلى أن بريطانيا جزء من الجريمة والحرب في اليمن، وذلك لدعمها الجيشين الإماراتي والسعودي إستراتيجياً وبيعها السلاح لهما، مضيفاً أنها تعترف بأن الجيشين يجندون الأطفال في الحرب. وتحدث القعطبي عن وجود استعمار خفي تقوده بريطانيا في اليمن.

وتطرقت صحيفة الغارديان البريطانية إلى ما تناولته مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن خلال فبراير الماضي بشأن تبادل لإطلاق النار بين جنود بريطانيين، أثناء مهمة إنسانية لهم، وقوات تابعة لجماعة الحوثيين ما أدى إلى إصابة اثنين من قوة "ساس" البريطانية.

وأضافت الصحيفة أن التقارير أشارت إلى أن القوات الخاصة لم تشارك فقط في العمليات الإنسانية، وإنما هناك فرق للتوجيه داخل اليمن، تضم أطباء ومترجمين ومراقبين جويين، موضحة أن عدد الجنود البريطانيين الذين أصيبوا كانوا خمسة وليس اثنين فقط.

وترى الصحيفة أنه في حال ثبتت هذه الادعاءات فإنها ستكون صعبة على الحكومة البريطانية، التي كثيراً ما كانت تقدم نفسها على أنها وسيط صادق في الحرب الأهلية باليمن، التي دخلت عامها الخامس منذ بدء عمليات التحالف بقيادة السعودية.

وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن دعماً لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي بهدف إعادته للحكم في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، أواخر فبراير الماضي، أن أطراف النزاع في اليمن جنّدت 2700 طفل.

ويتهم ناشطون أيضاً جماعة الحوثيين بتجنيد الأطفال في صفوف قواتها مما يتسبب في مقتل الكثير منهم، وإصابة آخرين بأمراض نفسية وعقلية عقب عودتهم من جبهات القتال.

وفي ديسمبر الماضي وقعت اليونيسيف مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً اتفاقية خارطة طريق لمنع تجنيد الأطفال نصت على الشروع في تنفيذ مشاريع يونيسيف وبرامجها الخاصة بحماية الأطفال في مختلف أنحاء البلاد دون تمييز

وكان تحقيق لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، نشر في 19 ديسمبر الماضي، كشف عن قيام جماعة الحوثيين، بعملية تجنيد لأعداد هائلة للأطفال وزجهم في جبهات القتال ضد قوات الحكومة اليمنية الشرعية.

ونقلت الوكالة وقتها، اعتراف مسؤول عسكري كبير في جماعة الحوثي مشترطاً عدم الكشف عن هويته، نظراً لحساسية المعلومات، عن قيام الحوثيين بتجنيد 18 ألف طفل في صفوفهم منذ بداية الحرب في أواخر عام 2014.

وأوردت الوكالة شهادات بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم انضموا إلى الحوثيين وذلك بسبب الوعود بالمال أو بالفرصة لحمل السلاح، بينما آخرون وصفوا بأنهم مجبرون على خدمة الحوثيين وتم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو أكرهوا على الانضمام مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من المعتقل.

وأسفر الصراع في اليمن عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين شخص داخل البلاد وفرار عشرات الآلاف خارجها.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet