أظهرت بيانات اقتصادية ، اليوم السبت ، ارتفاع إيرادات المؤسسة الوطنية للنفط الليبية الحكومية خلال مارس الماضي ، بمقدار 270 مليون دولار عن الشهر السابق ، لتصل إلى 1.5 مليار دولار ، بنسبة زيادة بلغت 20 بالمائة عن مستواها في فبراير ولكن القتال بين الفصائل المتناحرة في العاصمة طرابلس يشكل خطرا كبيرا على الإنتاج.
وعزا مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية في بيان ، أسباب ارتفاع إيرادات ليبيا من النفط بصفة رئيسية إلى "رفع حالة القوة القاهرة عن حقل الشرارة النفطي أكبر حقول النفط في ليبيا يوم 4 مارس 2019، وذلك بعد انتهاء الإغلاق المسلح الذي دام ثلاثة أشهر".
لكنه حذر من أن القتال حول العاصمة طرابلس بسبب الهجوم الذي شنته القوات الموالية لخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في مطلع هذا الشهر ، يهدد الإنتاج في المستقبل.
وبدأت قوات حفتر في 5 أبريل الجاري ، هجوماً بهدف السيطرة على طرابلس للقضاء على الإرهاب ، وأمر رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دولياً فائز السراج ، المتمركز في طرابلس ، القوات التابعة لحكومته وحلفاءها من الفصائل المسلحة بالتصدي للقوات المهاجمة.
وتعاني ليبيا منذ الإطاحة بحكم القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي " الناتو " عام 2011 ، من انقسام داخلي حاد، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش بقيادة خليفة حفتر، والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الذي يدير غربي البلاد، والمعترف بها دوليا، إلا أنه لم يحظ بثقة البرلمان.
واعتبر صنع الله أن الأعمال العدائية التي اندلعت مؤخراً تشكل خطراً على عمليات إنتاج البلاد من النفط ، وتهدد كلّا من الإنتاج والاقتصاد الوطني.
وعبر عن قلق المؤسسة الوطنية للنفط البالغ إزاء الخطر الذي يهدد منشآت الطاقة الوطنية، مستنكراً المحاولات الجارية الرامية إلى استخدام مرافق المؤسسة ومعداتها لأغراض عسكرية.
وطالب صنع الله بالوقف الفوري للأعمال العدائية ، حد قوله.. موضحاً إن "النقص المحتمل في الوقود سيؤثر حتماً على حياة السكان المدنيين وسيتسبب في عرقلة عمليات المؤسسة".
وأضاف "أصدرنا تعليمات إلى الموظفين غير الأساسيين الذين يعيشون ويعملون بالقرب من مناطق الصراع بالبقاء في منازلهم".
ولا تزال مستويات الإنتاج الحالية للنفط في ليبيا ، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أقل مما كانت تنتجه قبل اندلاع الحرب الأهلية عام 2011، لكنها تعد أعلى مستوى وصلت إليه منذ منتصف 2013.
في 17 أبريل الجاري ، حذر مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية من أن تصاعد القتال في ليبيا يهدد العمليات المستقبلية للمؤسسة وقد يقضي على إنتاج البلاد من الخام، بحسب تغريدة نشرتها المؤسسة وقتها .
ونقلت المؤسسة عن صنع الله قوله في مؤتمر " أمن سلسلة إمدادات النفط والوقود " في لندن "يشكل استمرار الصراع تهديدا للعمليات المستقبلية، ويعرقل توزيع الوقود المكرر. سرقة النفط الخام وتهريبه يمثلان تهديدا مباشرا لوحدة البلاد".
وكان مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية الحكومية ، أكد في 6 يناير الماضي ، أن بلاده تسعى إلى زيادة إنتاجها النفطي خلال العام 2019 إلى 2.1 مليون برميل يومياً ، من 953 ألف برميل يومياً ، معتبراً أن الأمر مرهون بتحسن الأوضاع الأمنية في البلاد.
ويتعطل الإنتاج من آن لآخر منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 ، بسبب الاحتجاجات والإغلاقات التي تفرضها الجماعات المسلحة أو العاملون، فضلاً عن اندلاع أعمال العنف.
وتسببت الحرب المستعرة في ليبيا منذ قرابة ثمان سنوات ، بين المليشيات المسلحة من أجل السيطرة على طرابلس وخارجها والاستحواذ على أراض وموارد الدولة ، منذ سقوط نظام القذافي عام 2011، في مقتل عشرات الآلاف، وتشريد الآلاف داخل ليبيا، وفرار مثلهم إلى الخارج.