Click here to read the story in English
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الجمعة أن حرب اليمن أصبحت مستنقعاً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد انسحاب الإمارات من بعض المناطق هناك، مشيرة إلى أن السعوديين قد يلجأون إلى الولايات المتحدة لتعويض النقص.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسييين ومحليين إن حرب اليمن بعد مرور أربع سنوات أصبحت في مأزق، وتحولت معركة ابن سلمان التي بدأها عام 2015 إلى مستنقع له، وإن انسحاب الحليف الأساسي (الإمارات) يطرح تساؤلات عن قدرة الرياض على قيادة الحرب بنفسها.
ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية والإمارات، تحالفاً عسكرياً يضم عدد من الدول العربية والإسلامية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في قتالها ضد جماعة الحوثيين (انصار الله) التي سيطرت على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية في سبتمبر 2014.
وقال دبلوماسيين مطلعين، إن ولي العهد السعودي يأمل من الإدارة الأمريكية مساعدته، لكن المعارضة في الكونغرس قد تجعل من هذا الاحتمال غير وارد، وهو ما يترك ابن سلمان أمام خيارات متواضعة.
وذكرت الصحيفة أن السعودية تقاتل من الجو، لكن الإماراتيين المسلحين بحنكة سنوات من القتال إلى جانب الأمريكيين بأفغانستان وغيرها هم الذين يحققون النجاح على الأرض، حد قولها.
وقالت إن ضباط الإمارات وأسلحتها ومالها يلعبون دوراً مهماً في الحفاظ على التحالف الهش ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي بدأت تملأ الفراغ بعد انسحاب الإماراتيين.
ويرى محللون أن انسحاب الإمارات من اليمن يجعل من احتمال تحقق نصر عسكري سعودي بعيد المنال.
يقول الباحث مايكل نايت من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن السعودية قد تمنع انهيار السلام وتلحق الأذى بالحوثيين، لكن الإمارات وحدها التي تملك القدرة العسكرية و"المليشيات" المحلية التي تهدد الحوثيين بالهزيمة.
وأضافت نيويورك تايمز أن السعودية لا تستطيع الانسحاب لأن حدودها مع اليمن تمتد على مسافة تزيد على ألف ميل، كما أن الحوثيين صعدوا من هجماتهم الصاروخية في العمق السعودي.
ويأمل بعض الدبلوماسيين الغربيين أن يكون انسحاب الإمارات حافزاً لولي العهد السعودي كي يتفاوض على اتفاق مع الحوثيين وإنهاء الحملة السعودية مقابل الأمن على الحدود، لكن وبحسب الدبلوماسيين فإن ابن سلمان الذي عزز سلطاته كحاكم فعلي في المملكة لا يواجه ضغوطاً محلية بعد قمعه أي معارضة في العائلة المالكة.
ويعزو الدبلوماسيين غياب المعارضة لولي العهد إلى الخوف من النفوذ الإيراني الذي حفز التدخل السعودي باليمن، كما أن الانسحاب الإماراتي أضعف بشكل كبير قوة التفاوض لدى السعوديين، مما قد يرفع الكلفة التي قد يدفعها ابن سلمان في أي تفاوض لإنهاء هجمات الحوثيين.
المساعدات الأمريكية
وقال دبلوماسيون إن ولي العهد السعودي المحاصر الآن باليمن طلب المزيد من المساعدات من الولايات المتحدة التي توفر حالياً الدعم اللوجستي وتبيعه الأسلحة، مثل المشاركة الاستخبارية على نطاق أوسع وربما نشر قوات خاصة أو مستشارين عسكريين.
لكن واشنطن -كما تشكو السعودية- بعثت برسائل متناقضة بشأن دعم حرب اليمن، فأبدى الأمريكيون غضبهم من قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يكتب بصحيفة واشنطن بوست مما جعل المشرعين الأمريكيين ينظرون بعين الشك إلى حرب اليمن.
وتمكن الكونغرس من تمرير مشروع قرار يطالب بإنهاء الدعم العسكري الأمريكي للسعودية، بما في ذلك بيع الأسلحة. لكن الرئيس دونالد ترامب استخدم مراراً حق النقض ضد التشريعات التي تقطع الدعم الأمريكي للحرب.
كما أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلصت إلى أن حرب اليمن تحولت إلى مستنقع لا يطاق، وحثت السعوديين منذ شهور على محاولة التفاوض لإنهاء القتال.
ومع تصاعد التوتر مع إيران، بدأ مسؤولون آخرون من الصقور بإدارة ترامب -مثل وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون- بدؤوا مثل السعوديين يحذرون من الخطر الذي يشكله التحالف الإيراني مع الحوثيين.
السعوديون يرون في تصريحات بومبيو -بمؤتمر في وارسو في فبراير الماضي عن ضرورة طرد الحوثيين- تذكيرا بأن واشنطن تشارك الرياض في ضرورة احتواء النفوذ الإيراني عبر التخلص من الحوثيين، وفق دبلوماسي حضر لقاءات خاصة.