نفذت عدد من أمهات المعتقلين والمختطفين اليمنيين، وقفة احتجاجية جديدة، اليوم الأربعاء، في مدينة عدن جنوبي البلاد للمطالبة مجددا بالإفراج عن أبناءهن المعتقلين والكشف عن مصير "المخفيين قسراً" في السجون التي تديرها قوات محلية موالية للإمارات العربية المتحدة التي أنشأتها.
وفي الوقفة التي جرت الأربعاء أمام منزل نائب رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وزير الداخلية، أحمد الميسري، رفعت أمهات وزوجات المخفيين وأقاربهن صور أبنائهن المعتقلين والمخفيين في سجون "سرية" منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى شعارات ولافتات تندد بتجاهل المسؤولين لمطالب ذويهم.
وجددت الأمهات مناشدتهن للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ووزير الداخلية والمنظمات الدولية والحقوقية بسرعة الكشف عن مصير ذويهن المخفيين وإطلاق المعتقلين أو إحالتهم للقضاء.
وقالت إحدى أمهات المخفيين: "نحن مجرد أمهات لا نقوى على تحمل كل تلك الأعباء التي تُلقى على عاتقنا بعد إخفاء أبنائنا".
فيما قالت أم أخرى: "تتكرر وقفاتنا أمام أبواب المسؤولين ولكن دون جدوى. نحال من مسؤول إلى آخر في غياب واضح لدور الجهات المعنية في نصرة قضية المخفيين، كل هذا نتحمله دون مراعاة كوننا نساء لا نملك قوة تجعلنا نتحمل كل هذا، ثلاث سنوات وهاهي الرابعة تمضي فهل يُستجاب لنا؟".
وخاطب أحد أبناء المخفيين الرئيس هادي والوزير الميسري قائلاً: "أريد أبي وأعمامي، أريد أراهم في العيد وأرى العيد عيد بقربهم، مضت ثمانية أعياد لم نراهم فيها، أخبرونا أين هم؟ متى يعودون؟!".
وشهدت مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، خلال الأشهر الأخيرة العديد من الوقفات الاحتجاجية ضمن سلسلة فعاليات احتجاجية مجتمعية اخرها يومي 11 و17 يوليو الجاري تطالب جميعها بالكشف عن مصير المخفيين وإطلاق المختطفين والمعتقلين، في سجون في عدن تشرف عليها الإمارات، وذلك في ظل تقارير لمنظمات دولية تتحدث عن تعرض عشرات الأشخاص تم إخفائهم قسرياً من جانب القوات الإماراتية وقوات يمنية موالية لها تعمل بمعزل عن قيادة الحكومة اليمنية ورئيس البلاد.
ووفقاً لتحقيقات وتأكيدات منظمات دولية، تدير الإمارات سجوناً سرية في جنوب اليمن يشرف عليها جنود وضباط إماراتيون. وكشفت وكالة أسوشيتد برس في تحقيق نشرته مؤخراً عن وجود 18 سجناً سرياً تديرها قوات إماراتية في اليمن.
والإمارات الشريك الرئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وينفذ منذ مارس 2015 عمليات عسكرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن دعماً لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي، نفت إدارتها لسجون أو مراكز احتجاز سرية جنوب اليمن ومزاعم سابقة حول تعذيب سجناء.
وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود، وذلك في إطار ما تزعم أبو ظبي بأنها "استراتيجية لمواجهة الحوثيين من جهة ومحاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في البلاد من جهة أخرى"، حد زعم الإمارات.