اتهمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً جماعة الحوثيين (أنصار الله)، بمصادرة ملايين الريالات الورقية من التجار ومحلات وشركات الصرافة، في أعقاب تعميم أصدرته سلطات الجماعة حذَّرت فيه من تداول العملات الورقية الجديدة، سواءً من قِبل التجار أو محال الصرافة.
وقال وزير الإعلام في حكومة "الشرعية" معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على "تويتر" مساء الجمعة، إن "إقدام الميليشيات الحوثية على مداهمة محال الصرافة، والمحال، والمجمعات التجارية، ومصادرة ملايين الريالات يومياً بحجة أنها طبعة جديدة، يعد سرقة ونهب منظم، لا تقدم عليه سوى العصابات والمافيا".
واعتبر الإرياني تصرف الحوثيين هذا "إشارة إلى الوضع القاتم الذي يعيشه رجال المال والأعمال، والقطاع الخاص، والمواطنون في مناطق سيطرة الميليشيات"، وأن هذه التصرفات "تندرج ضمن سياسات الحوثيين بالتجويع والإفقار المتعمد للمواطنين، وشل الحياة الاقتصادية، ومراكمة المتعطلين عن العمل لدفعهم للقتال في صفوفها كخيار أخير لتأمين قوت أسرهم".
وطالب "المجتمع الدولي، وفي مقدمة ذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن غربفيث، بسرعة التحرك لوقف هذه الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية" حد قوله.
يأتي ذلك في وقت بدء البنك المركزي اليمني ومقره الرئيس مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد، الخميس، بضخ عملات ورقية جديدة من فئة (100) ريال المطبوعة في الخارج إلى السوق لمواجهة عجز السيولة النقدية للفئات الصغيرة، كانت وصلت قبل 8 أشهر إلى ميناء الحاويات في عدن.
وسبق ان ضخ البنك المركزي في العامين الماضين إلى السوق أوراق مالية جديدة من فئات (200، 500، 1000) ريال.
وبدأت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا منذ مطلع العام 2017، بضخ عملات نقدية جديدة طبعت في روسيا لمواجهة العجز في السيولة النقدية، ما جعلها غير قادرة على دفع رواتب موظفي الدولة الذين يتجاوز عددهم مليوناً ومئتي ألف ليصل إجمالي ما طبعته الحكومة حتى الآن قرابة تريليونين (ألفين مليار ريال)، أي ما يعادل قرابة أربعة مليارات دولار.
وفي 12 يوليو الجاري هددت جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء وأغلب المناطق شمالي اليمن، بمصادرة العملة النقدية الجديدة التي تعتزم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً طرحها في الأسواق خلال الأيام المقبلة، و"اتخاذ الإجراءات اللازمة" حيال من يتداولها.
وبررت الجماعة إجراءاتها بأن هذه العملة طبعت بالمخالفة وستؤدي إلى الإضرار بالاقتصادي الوطني وتدهور العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في صنعاء التي يديرها الحوثيون عن مصدر أمني وصفته بـ"مسؤول".
وقال المصدر إنه "سيتم مصادرة وإتلاف أي كميات يتم ضبطها من الأوراق النقدية المطبوعة بالمخالفة وإغلاق المحلات التي تتعامل بها واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال من ضبطت لديهم".
وبات اليمن بفعل استمرار الحرب الدائرة فيه للعام الخامس على التوالي، يعاني من "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بحسب الأمم المتحدة، فيما قُتل نحو 11 ألف مدني أصبح 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمائة من عدد السكان، في أمس الحاجة إلى أي شكل من المساعدات والحماية الإنسانية، ولا يعرف 8.4 مليون شخص من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.