اليمن: الحوثيون ينفون موافقتهم على عرض أممي لتسليم ميناء الحديدة دون قتال

صنعاء – ديبريفر
2018-06-17 | منذ 5 سنة

 Story in English:https://debriefer.net/news-1040.html

 نفت جماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم الأحد، ماتناقلته عدد من وسائل الإعلام عن موافقتها على تسليم مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي غربي اليمن دون قتال.

  وقال القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للجماعة، إن "المطالبة بتسليم مدينة الحديدة أو ميناءها أمر غير واقعي لأنه لم يسبق لأي دولة أن سلمت جزءا من أرضها طوعا للغزاة، (في إشارة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية)، وهذا يعني منح الغزاة سلميا ما عجزوا عن تحقيقه عسكريا وسيطالبون بالمزيد".

 وأوضح البخيتي إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيث "لم يأت بجديد عدا استكمال مناقشة ما تم طرحه في زيارته السابقة وفي إطار الحل الشامل بما في ذلك ميناء الحديدة ومطار صنعاء".

 ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن البخيتي قوله "لم يطلب منا المبعوث الأممي تسليم الميناء ولا مدينة الحديدة، وسبق للأمم المتحدة أن رفضت عرض دول العدوان (في إشارة إلى دول التحالف العربي) إدارة الميناء على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون لأن ذلك ليس من صلاحياتها والحديث يدور حول الرقابة".

 وفيما يتعلق بالمعارك الدائرة قرب محافظة الحديدة، قال القيادي البخيتي: "التصعيد يواجه بالتصعيد وقد تمكنت القوات اليمنية (موالية للحوثيين) من استعادة زمام المبادرة على طول الخط الساحلي وتقطيع أوصال طرق إمداد العدو".

 وأشار البخيتي إلى أن "إعلان وزارة الخارجية السعودية سيطرة قواتها على مطار الحديدة أمس السبت، لم يكن صحيحا"، مشيراً إلى أنه أدلى "بتصريح صحفي يوم امس من داخل المطار لإيضاح كذبهم في نفس اليوم".

 وأكد البخيتي أن الهدف من تصعيد قوات التحالف العربي والقوات اليمنية الموالية له في الحديدة هو "إحكام الحصار على الشعب اليمني لزيادة معاناته"، حد تعبيره.

 وتابع القيادي في جماعة الحوثيين قائلا: "إذا كانت دول العدوان حريصة على التخفيف من معاناة اليمنيين كما تدعي لما أغلقت مطار صنعاء، الذي يستحيل تهريب أي سلاح عبره لأن الرحلات القادمة إليه كانت تأتي من الأردن وتفتش مرة أخرى في مطار بيشة السعودي".

  وكانت وسائل إعلام عديدة تناقلت أمس واليوم أنباء عن موافقة الحوثيين على تسليم ميناء الحديدة (260 كيلومتر غرب صنعاء) المطل على البحر الأحمر، وفسرت تغريدة وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بأن الحوثيين وافقوا على عرض تسليم الميناء.

وقال قرقاش في تغريدات على حسابه في تويتر "نحن وكل اليمن نرحب بالخبر السار من صنعاء، ونشجع جهود المبعوث الأممي لتسهيل تسليم آمن للحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية".

 وأضاف " تقدر الإمارات العربية المتحدة والتحالف التصميم الدؤوب لمبعوث الأمم المتحدة لإقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم والدخول في مناقشات سياسية ذات مغزى".

  وفسرت عدد من وسائل الإعلام تلك التغريدات بأن الحوثيين وافقوا على تسليم ميناء الحديدة دون قتال، رغم أنه رفع سقف المطالب، فبعد أن كان يطالب بتسليم الميناء للأمم المتحدة في وقت سابق، أصبح يطالب بتسليمه للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

 ورد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين بصنعاء عضو المكتب السياسي للجماعة، حسين العزي، على تصريحات الوزير الاماراتي بسخرية قائلاً: "مبروك عليك صرت مضحكا جدا".

 ووصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى العاصمة صنعاء السبت الماضي، في اطار مساعيه لاحتواء الموقف العسكري المتصاعد في الحديدة.

  وخلال لقائه اليوم بوزير الخارجية ونائبه في حكومة الحوثيين، هشام شرف وحسين العزي، اليوم الأحد، أكد المبعوث الأممي، استمراره في "بذل الجهود والمساعي لوقف العمليات العسكرية والولوج المباشر في عملية المفاوضات السياسية وصولا لتسوية سياسية شاملة تعيد الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني وتلبي طموحاته".

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ التي يديرها الحوثيون، عن المبعوث الأممي خلال اللقاء، قوله إن مهمته وزيارته الحالية "تعد مهمة لأنها تهدف إلى وقف أي تهديد لجهود السلام، سيما وأنها  تأتي في وقت حرج".

 من جهته، قال شرف إن "التفاؤل ساد اللقاء مع المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة إلى صنعاء في 3 يونيو الجاري بشأن خطوات السلام المقترحة، إلا أنه وكالعادة هناك عراقيل توضع أمام أي احتمالية لاستئناف عمليات المفاوضات للسلام، فبعد زيارة المبعوث الخاص، صعدت دول (العدوان) من العمليات العسكرية ضد المدنيين على طول الساحل الغربي"، مضيفاً أن "موقف اليمن ما زال مع مد اليد نحو التسوية السياسية والسلام المشرف للشعب اليمني".

 من جانبه قال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي "إن التصعيد العسكري الأخير يهدف إلى إحباط عملية السلام ووضع العراقيل أمام مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة"، لافتا في الوقت نفسه إلى "أن الموقف ما زال مع السلام المشرف للشعب اليمني".

 وأعرب العزي عن أمله في "أن تضطلع الأمم المتحدة بدورها في وقف (العدوان)".

 وتقود السعودية تحالفا عسكريا دعما لحكومة عبد ربه منصور هادي، ويتهم التحالف الحوثيين باستعمال ميناء الحديدة لشن هجمات على السفن وفي تهريب السلاح والصواريخ الباليستية التي يطلقونها على السعودية، الأمر الذي تنفيه الجماعة.

 وأسفر الصراع عن مقتل ١١ الف مدني يمني وجرح مئات الآلاف كما شرد ثلاثة ملايين شخص من ديارهم.

  وفي وقت لاحق، اليوم الأحد، نقل موقع قناة "بي بي سي" عن مصدر في مكتب الأمم المتحدة بصنعاء، قوله إن المبعوث الأممي طلب من الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة على أن تتولى المنظمة الدولية الإشراف على الميناء الاستراتيجي.

 وأشار المصدر إلى أن الحوثيين "وعدوا بدراسة المقترح بجدية"، لافتاً إلى أن الحوثيين تحدثوا عن اشتراطات مهمة لهم في حال موافقتهم على الانسحاب من الحديدة، منها وقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف، وإدارة ميناء الحديدة بمعرفة طاقم فني تابع للأمم المتحدة يعمل باستقلالية بعيدا عن ضغوط السعودية والإمارات والولايات المتحدة.

 وعبر المصدر عن اعتقاده بوجود "تباينات بين قيادات الحوثيين" بشأن الموقف من مقترح المبعوث الأممي.

 وذكر المصدر الدولي أن غريفيث وضع خطة تنفيذية تضمن انسحاب الحوثيين من المدينة بأمان ووقف العمليات العسكرية في المدينة بهدف حماية المدنيين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في حال استمرت العملية العسكرية هناك.

وكان وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، خالد اليماني قال في تغريدات له بتويتر: "إن التسليم للشرعية وللوطن ليس استسلاما".. مشيرا إلى أن خروج الحوثيين من الحديدة هو نصر للسلام والأمن في اليمن ومدخل لإنهاء مأساة اليمنيين التي بدأت بانقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤، حد تعبيره.

 وأضاف اليماني: "إن نجح المبعوث الأممي الخاص في تنفيذ مبادرة الحديدة، ستتواصل الجهود لتنفيذ قرار مجلس الامن ٢٢١٦ وحينها سيتسع الوطن لنا جميعا".

 وكان اليماني زعم أن قوات حكومة بلاده المدعومة من التحالف لا تهاجم ميناء الحديدة، وهو نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الانسانية والإغاثية إلى البلد الذي مزقته الحرب لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال في مؤتمر صحفي في نيويورك الخميس: "لا نخطط لتدمير البنية التحتية في الميناء. نحن في منطقة قريبة من المطار، وليس الميناء، اليوم الميناء البحري خارج العمليات العسكرية تماما".

 وتشهد مدينة الحديدة الساحلية منذ الاربعاء الماضي معارك واشتباكات عنيفة بين قوات الحوثيين وقوات يمنية مشتركة مدعومة من التحالف العربي تمكنت فيها الأخيرة من الوصول إلى مطار الحديدة.

 وأعلنت القوات المشتركة اليوم الأحد اقترابها من السيطرة الكاملة على مطار الحديدة الدولي.

 ويرى مراقبون ومحللون سياسيون أن معركة الحديدة واحدة من أهم المعارك التي قد تحسم بدرجة كبيرة الصراع في اليمن، خاصة أنها ستقطع طريق التواصل الوحيد بين الحوثيين والعالم الخارجي وربما طرق إمدادات تابعة لهم وقطع مصدر دخل كبير يذهب الى جيوب الحوثيين تدره عائدات وايرادات جمرك الميناء الضخمة.

 وتقول الأمم المتحدة انها تواجه صعوبات في محاولاتها تجنب تعطيل العمل بالميناء، شريان الحياة الذي تصل عن طريقه المساعدات الغذائية لليمن  التي يواجه 8.4 مليون من سكانها خطر مجاعة وشيكة.

 ويعد الهجوم على مدينة الحديدة، الأول من نوعه الذي تحاول فيه قوات التحالف السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ بدء العمليات العسكرية قبل أكثر من ثلاث سنوات ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق المأهولة في شمال البلاد.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet