قالت صحيفة روسية يوم الجمعة إن السعودية التي تقود تحالفاً عربياً لدعم الشرعية في اليمن ، قد تقلص قواتها هناك على غرار ما فعلته الإمارات العربية المتحدة الشريك الرئيس في التحالف.
ونقلت صحيفة "نيزافيسميايا غازيتا" عن مصدر دبلوماسي عربي قوله إن "المملكة العربية السعودية، قد تقلص وجودها العسكري في اليمن، بعد الإمارات العربية المتحدة".
وأضافت المصدر الذي ذكرت الصحيفة أنه يعمل في إطار جامعة الدول العربية، أن المحادثات مع المسؤولين السعوديين تترك الانطباع بأن الرياض تدرك مخاطر استمرار المشاركة في الحرب.
ولم يحدد محاور الصحيفة إيغور سوبوتين، سبب انسحاب السعودية المزمع من المشاركة في النزاع اليمني، لكنه رجح أن الحملة باتت باهظة الكلفة بالنسبة للرياض.
وقال الأستاذ في قسم الشرق المعاصر بكلية التاريخ والعلوم السياسية والقانون بالجامعة الحكومية الروسية للعلوم الإنسانية، غريغوري كوساتش، للصحيفة، "من الممكن تماماً أن يتم تخفيض القوات السعودية في اليمن بالطريقة التي فعلت بها الإمارات ذلك".
وأردف "أمر آخر، أن المملكة العربية السعودية تؤكد على ضرورة أن يتوقف الحوثيون عن المقاومة، ولا تقدم تنازلات. يجب أن يكون هذا شرطاً، إن لم يكن لوقف القتال، فعلى الأقل لتقليص عديد القوات الموجودة هناك".
وأفاد كوساتش أن الشرط الآخر لجعل الوجود السعودي في اليمن مثالياً هو تخلي إيران عن أي دعم للحوثيين، مشيراً إلى أن طهران اتُهمت مراراً بدعم الحوثيين، مالياً وعسكرياً.
ورجح أن يتم تقييم الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل الجانب السعودي بطريقة تمنع أي شرخ في العلاقات بين الدولتين بشأن اليمن.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014.
وأسفر الصراع المستمر في اليمن، عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح مئات الآلاف، وتشريد ثلاثة ملايين داخل اليمن وفرار الآلاف خارج البلاد.
وتؤكد الأمم المتحدة حاجة أكثر من 24 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.