قال نزار هيثم المتحدث الرسمي للمجلس "الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً في اليمن، اليوم الأربعاء، إنه تمكن من "شراء شحنة إسعافية من الديزل لمحطات توليد الكهرباء في مدينة عدن تكفي لشهر واحد، وكمية أخرى للسوق المحلية عبر المتعهد شركة حضرموت للطاقة العالمية المحدودة".
وأوضح هيثم في بيان صحفي، أن الباخرة وصلت إلى ميناء الزيت في عدن، وسيتم تفريغ الحمولة فجراً، على أن يبدأ توزيعها على كافة محطات توليد الكهرباء والسوق المحلية فور الانتهاء من عملية التفريغ، حد قوله.
يأتي ذلك بعد انقطاعات طويلة للتيار الكهربائي في مدينة عدن التي سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي عليها في 10 أغسطس الجاري بعد معارك عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التي كانت تتخذ هذه المدينة الساحلية جنوبي البلاد، عاصمة مؤقتة لها.
ولم يفصح المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي عن مصدر تمويل هذه الشحنة ومن دفع قيمتها، والسبب في سرعة وصولها.
وذكر هيثم أن جهود قيادة المجلس تكللت بالنجاح في تأمين شحنة وقود لمحطات الكهرباء وللسوق المحلية في مدينة عدن والمحافظات المجاورة، الخاضعة لسيطرة قوات الانتقالي.
واتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتي وصفها بـ"فاقدة الشرعية"، بالوقوف عمداً وراء ما أسماها "أخطر أزمة تعمدت قطع الوقود عن العاصمة الجنوبية عدن ولحج وأبين ماهدد بانقطاع دائم للكهرباء عن المحطات العامة والخاصة التي تعمل بوقود الديزل في تلك المحافظات" بحسب تعبيره.
في السياق، توقعت مصادر عمالية في مصافي عدن، في تصريح لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، أن يتم تزويد محطات كهرباء عدن بالوقود الليلة.
وقالت المصادر إنه يتم تفريغ 60 ألف طن ديزل لكهرباء عدن تم شرائها من قبل "شركة ادنوف النفطية الإماراتية" بعد أن رفضت الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، ممثلة بالرجل النافذ المستورد الوحيد للمشتقات أحمد العيسي ضخ الديزل لمحطات كهرباء عدن.
وتضاعفت ساعات انقطاع التيار الكهربائي بمدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن خلال الثلاثة الأيام الماضية، وزادت حدتها اليوم وأمس نتيجة نفاد مادتي الديزل والمازوت، ما فاقم حالة الغضب الشعبي في المدينة والمحافظات المجاورة.
وقالت مصادر حكومية في عدن لوكالة "ديبريفر" للأنباء، إن "ساعات تشغيل الكهرباء انخفضت بشكل كبير لتصل إلى أقل من ساعة ونصف الساعة مقابل 5 ساعات انقطاع، بعد أن كانت عملية الانقطاعات المبرمجة، توقفت تماماً عقب سيطرة قوات الانتقالي الجنوبي على عدن مباشرة، والتي كانت تصل إلى ساعتي انقطاع مقابلها أربع ساعات تشغيل".
وأشارت إلى أن أسباب تزايد الانقطاعات يعود إلى تخفيض مخصص الوقود لمحطات الكهرباء إلى أقل من النصف.
وأكدت المصادر أن الرجل النافذ المستورد الوحيد للمشتقات أحمد العيسي والمقرب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ويعمل أيضاً نائباً لمدير مكتبه للشؤون الاقتصادية، رفض السماح بإفراغ سفينة الوقود الراسية في ميناء الزيت بالبريقة في خزانات شركة مصافي عدن لتزويد كهرباء عدن بالمشتقات، بحجة مطالبته الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً بسداد المديونية لديها، والتي بلغت 200 مليون دولار.
وتتكرر أزمة خروج محطات توليد الطاقة الكهربائية في عدن والمحافظات المجاورة لها كلما رفض التاجر العيسي تسليم شحنات الوقود إلى الحكومة "الشرعية"، بذريعة سداد مستحقات متأخرة.
وتسود حالة من الغليان والغضب العارم لدى سكان مدينة عدن بسبب استمرار تفاقم المعاناة نتيجة تدهور الأوضاع وتردي الخدمات الأساسية للحياة في المدينة من وقود وكهرباء ومياه واتصالات، رغم مرور أكثر من أربع سنوات على تحرير المدينة من جماعة الحوثيين (أنصار الله) في أواخر يوليو 2015 .
ويرى مراقبون وسكان في عدن، أن أزمة نفاذ وقود الكهرباء هذه المرة، تأتي ضمن الأوراق السياسية التي تلعب بها أطراف في "الشرعية" اليمنية، وذلك لدفع الشارع في عدن ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أحكم سيطرته على كامل المدينة عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفق بيان للأمم المتحدة.
واعتبرت الحكومة اليمنية "الشرعية" سيطرة قوات المجلس الانتقالي على عاصمتها المؤقتة، "انقلاباً آخر" عليها من قبل المجلس المدعوم إماراتياً بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر عام 2014.