قالت وسائل إعلام تابعة "للمجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المسلح المدعوم إماراتياً في اليمن، إن السفير البريطاني لدى اليمن، مايكل آرون، ربط حق تقرير الجنوبيين لمصيرهم بآلية يتم الاتفاق عليها.
وذكر إعلام "الانتقالي"، أن ذلك جاء خلال لقاء السفير البريطاني برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، اليوم الاثنين في مبنى سفارة المملكة المتحدة بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث يقيم الزبيدي.
ونقل الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي عن السفير البريطاني تأكيده "على أن الواقع يحتم التعامل بجدية وواقعية مع قضية الجنوب، مشدداً على أن للجنوبيين الحق في تحديد مستقبلهم ومصيرهم ضمن آلية يتم الاتفاق عليها".
من جهته قال السفير البريطاني لدى اليمن في تغريدتين بتويتر إنه ناقش مع الزبيدي "كيفية حل الوضع المقلق للغاية في جنوب اليمن"، مؤكداً أن المملكة المتحدة تدعم جهود المملكة العربية السعودية للتوسط في اتفاق بين الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً.
وفيما لم يتطرق مايكل آرون، في تغريدتيه إلى موضوع انفصال جنوبي اليمن عن شماله، أفاد بأنه قال للزبيدي "إن المملكة المتحدة تريد من جميع الأطراف التي ترفض الاحتلال الحوثي غير القانوني، أن تتحد سياسياً. وأضاف: "اليمنيون يستحقون حكومة قوية وليس المزيد من الصراع".
من جهته ربط رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نجاح أي مفاوضات أو حوارات في اليمن، "بمشاركة المجلس كطرف مستقل يمثل قضية الجنوب وتطلعات شعبه، حتى يتمكن الجنوبيون من تقرير مصيرهم وتحديد مستقبلهم السياسي"، وفقاً للموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الذي ذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن المساعي التي تبذلها بريطانيا في إطار دعم جهود السعودية والتحالف العربي في الحوار الذي دعت له وزارة الخارجية السعودية.
وفي 10 أغسطس الجاري، أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته اتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" الإمارات بالوقوف وراء ما اعتبرته "انقلاباً آخر" عليها في عدن نفذه الانتقالي الجنوبي، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر العام 2014، لتصبح هذه الحكومة بلا مقر حالياً.
وطالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها في عدن، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي الذي يطالب بانفصال جنوبي اليمن عن شماله نفسه، سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية، ورحب بالدعوة إلى الحوار، فيما رفضت الحكومة اليمنية إجراء أي حوار معه إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بسحب قواته.
كما نفذ المجلس الانتقالي عبر قواته المدعومة من الإمارات، محاولة فاشلة مؤخراً للسيطرة على محافظة شبوة جنوبي اليمن، بعدما تصدت لها قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.
واستغل انفصاليون جنوبيون الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف الذي تقوده السعودية الداعمة للحكومة "الشرعية" في حربها المستمرة للعام الخامس على التوالي ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران والتي ما تزال تسيطر منذ أواخر العام 2014 على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق في شمالي اليمن ذات الكثافة السكانية والحضرية.
ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.