قررت وزارة الخزانة الأمريكية، مساء يوم الخميس، فرض عقوبات جديدة على مصرف لبناني تتهمه بصلته المالية بحزب الله اللبناني، في ثالث عقوبات أمريكية من نوعها ضد الحزب خلال شهرين، ضمن برنامج لزيادة الضغط على الجماعة اللبنانية الشيعية المدعومة من إيران.
وقال مكتب وزارة الخزانة الأمريكية لمراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك)، في بيان، على موقعها الإلكتروني، إن العقوبات الجديدة تستهدف "جمّال ترست بنك" والشركات التابعة له في لبنان لتورطه في تسهيل الأنشطة المالية وتقديم الخدمات المصرفية لحزب الله. وأضافت الوزارة أن "البنك يحول الأموال لأسر المفجرين الانتحاريين".
كما أُدرِجت الخزانة الأمريكية أربع شركات تأمين تابعة لمصرف "جمال تراست" على اللائحة السوداء.
وقال سيغال ماندلكير مساعد وزير الخزانة الأمريكي المسؤول عن مكافحة تمويل الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان، إن الوزارة "استهدفت جمال تراست بنك وفروعه بسبب تمكينه بوقاحة حزب الله من القيام بنشاطات مالية، بما في ذلك استخدام حسابات لدفع الاموال لممثليه وعائلاتهم".
وتتهم واشنطن المصرف اللبناني بالسماح لحزب الله بـ"إخفاء علاقاته المصرفية الناشطة مع العديد من المنظمات التابعة لمؤسسة الشهداء" المؤسسة المدرجة على لائحة العقوبات الأميركية منذ 2007 وهي كيان شبه حكومي إيراني يؤمن دعماً مالياً لحزب الله.
إلى ذلك قال مسؤول كبير في الإدارة الامريكية للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "لدينا علاقة جيدة جدا مع مصرف لبنان المركزي ولدينا ثقة في أنهم سيتخذون الإجراء الصحيح".
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، أن الولايات المتحدة ستواصل استهداف الجهات التي توفر التمويل لحزب الله اللبناني، لكنها قالت في الوقت نفسه إنها ستواصل العمل مع المؤسسات اللبنانية الأخرى.
من جهتها عبر جمعية مصارف لبنان عن أسفها للقرار الأمريكية، مشيرةً إلى أن هذه الخطوة لن تؤثر على القطاع المصرفي اللبناني، وطمأنت المودعين بأن أموالهم في البنك ستكون آمنة.
وأكد وزير المالية اللبناني، علي حسن خليل، اليوم الجمعة، إن القطاع المصرفي لبلاده قادر على معالجة أثر العقوبات الأمريكية على جمال ترست بنك وضمان أموال المودعين.
ومن ناحية أخرى، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية بالتعاون مع سلطنة عمان عقوبات أيضا على أربعة أشخاص وسطاء ماليين يتمركزون في لبنان وغزة ينقلون الأموال من الحرس الثوري الإيراني لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عبر حزب الله المدعوم من إيران، حد تعبير الوزارة الأمريكية.
واتهم الخزانة الأمريكية الأشخاص الأربعة بتحويل عشرات الملايين من الدولارات من فيلق القدس الذي يتولّى العمليات الخارجية للحرس الثوري الايراني، إلى كتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس).
والعقوبات الأمريكية الجديدة على حزب الله، هي الثالثة خلال شهرين حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في ١٩ يوليو الماضي عقوبات على سلمان رؤوف سلمان أحد كبار القيادات في حزب الله اللبناني، بحجة التنسيق لتفجير مركز الجالية اليهودية في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس عام 1994. وفي 10 يوليو المنصرم، فرضت عقوبات على ثلاثة من كبار الشخصيات في حزب الله اللبناني لأول مرة.
ويسيطر حزب الله، وهو جماعة تمتلك ترسانة أسلحة كبيرة، على ثلاث وزارات في الحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري المؤلفة من 30 وزارة وهو أكبر عدد حقائب وزارية يحصل عليها حزب الله، على الإطلاق.