قالت صحيفة يمنية مقربة من نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، اليوم الاثنين، إن الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً تواجه ضغوطاً كبيرة من المملكة العربية السعودية للموافقة على الانخراط في حوار ترعاه الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي لمناقشة تداعيات سيطرة الأخير على مدينة عدن مطلع أغسطس المنصرم.
ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة في محافظة مأرب شمالي اليمن، عن مصادر حكومية يمنية في الرياض قولها، إن "الجانب السعودي استدعى- وبصورة عاجلة - اللجنة الحكومية التي شكلها الرئيس هادي لإدارة أزمة عدن وانقلاب الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، للحضور إلى مدينة جدة".
وذكرت مصادر الصحيفة أن "اللجنة تم نقلها إلى جدة مساء أمس الأحد، بطائرة خاصة، وفور وصولها تم عقد اجتماع بالجانب السعودي استمر حتى فجر اليوم الاثنين".
واللجنة الحكومية التي شكلها الرئيس هادي يرأسها نائبه الفريق على محسن الأحمر، وتضم رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية عبدالله العليمي، ونائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي.
الصحيفة المقربة أيضاً من حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) والذي يسيطر على قرار الرئاسة والحكومة اليمنية، أفادت بأن "الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة يواجهون ضغوط غير طبيعية للموافقة على الانخراط في حوار ترعاه الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي اليد الطولى لدولة الإمارات في تنفيذ انقلابها في الجنوب" حسب تعبير الصحيفة.
وفي 10 أغسطس المنصرم، أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات العربية المتحدة، سيطرتها على كامل مدينة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
وفي اليوم ذاته اتهمت الحكومة اليمنية "الشرعية" الإمارات بالوقوف وراء ما اعتبرته "انقلاباً آخر" عليها في عدن نفذه الانتقالي الجنوبي، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء أواخر العام 2014، لتصبح هذه الحكومة بلا مقر حالياً.
وطالب التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم "الشرعية" اليمنية، الانتقالي الجنوبي بسحب قواته من المواقع التي سيطر عليها، وهدد بشن ضربات على تلك القوات إن لم تستجب لمطالبه، فيما دعت الرياض طرفي الاقتتال إلى حوار عاجل في المملكة.
ورفض المجلس الانتقالي الانفصالي سحب قواته إلا بما سينتج عن الحوار الذي دعت له السعودية.
كما استجاب الانتقالي الجنوبي بالفعل لدعوة السعودية ووصل وفده مساء يوم ٢١ أغسطس المنصرم، مدينة جدة السعودية، لكنه غادر بعد ٤٨ ساعة بعد رفض الحكومة اليمنية إجراء حواراً معه إلا بعد تنفيذ طلب التحالف بحسب قوات الانتقالي من عدن.
وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليها وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014
انزعاج من البرلمان
كما نقلت صحيفة "أخبار اليوم" عن مصدر حكومي تأكيده "انزعاج الرئاسة من موقف رئيس مجلس النواب اليمني سلطان البركاني الذي وقف حائط سد لمنع صدور بيان البرلمان اليمني تجاه الأحداث الأخيرة خصوصاً اعتداء طيران الإماراتي على الجيش الوطني وسقوط أكثر من ٣٠٠ بين شهيد وجريح" حد تعبيرها.
وحول سبب موقف البركاني، أوضح مصدر الصحيفة أن "البركاني يوهمه بعض السفراء ودولة الإمارات بأنه يجب عليه أن يظل في جانب الحياد كونه أصبح ينظر إليه نافذة للحل السياسي في إشارة إلى أن أطرافا دولية تنظر له كبديل للرئيس ونائبه".