منذ بدء التحالف العربي في تدشين عاصفة الحزم ثم إعادة الأمل ومع دخول حرب التحالف على اليمن عامها الرابع كانت نساء اليمن هدفاً لغارات الطيران إلى جانب الأطفال والمدنيين ، بعض الغارات التي استهدفت المدنيين تم الاعتراف بها وتم وصفها بأنها أخطاء غير مقصودة ، والبعض الآخر لم يكن استهداف المدنيين من النساء والأطفال كافياً لتحريك الضمير العالمي والمنظمات الحقوقية في ظل الغطاء الذي وضعه المال السعودي والإماراتي أمام أعين العالم .
ووفقاً لإحصائية أعدها ونشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية بصنعاء وسجلت أن إجمالي عدد الشهداء الموثقين لديه 13.603، "من بينهم 2,887 طفلًا، 2,027 امرأة، فيما بلغ عدد الشهداء من الرجال 8,689 رجلا"، وجميعهم من المدنيين بحسب المركز.
وقد يكون العدد الفعلي أكبر من ذلك بكثير ومرشح للزيادة في ظل استمرار غارات التحالف وعدم وجود بوادر أمل في انتهاء الحرب ووصول جميع الأطراف إلى حل سياسي ينهي أكبر كارثة إنسانية يعيشها اليمن .
ولعل المرأة اليمنية أكثر المتضررين من هذه الحرب فهي الأم التي فقدت أطفالها والزوجة التي فقدت زوجها وأهلها إلى جانب كونها أصبحت هدفاً مباشراً لغارات طيران التحالف .
ويبدو أن الموت يحيط بالمرأة اليمنية حتى ولو كتب لها النجاة من الاستهداف المباشر لغارات التحالف أو من الملاريا والكوليرا والدفتيريا وسوء التغذية ... ففي دراسة توصل باحثون أمريكيون إلى أن الأرامل من الذكور والإناث يتعرضون لخطر الموت بسبب أمراض القلب في غضون الأشهر الستة الأولى بعد وفاة الشريك .
وتفيد مجلة الجمعية الدولية لأخصائيي الاضطرابات النفسية والعصبية Psychoneuroendocrinology بأن علماء من جامعات رايس وبنسلفانيا وفاندربيلت وجامعة ولاية أوهايو ومركز أندرسون لأمراض السرطان، أجروا دراسة علمية بمشاركة 65 شخصا، منهم 32 فقدوا شركاءهم قبل فترة وجيزة. فيما كان الـ 33 الآخرين كمجموعة ضبط ومقارنة.
وبينت النتيجة أن أفراد المجموعة الأولى عانوا من مستوى أعلى لبروتين عامل نخر الورم بنسبة 7% ومستوى إنترلوكين-6 بنسبة 5% مقارنة بأفراد المجموعة الثانية.
ويشير ارتفاع مستوى هذين المؤشرين في الدم إلى وجود التهاب حاد، كما لاحظ الباحثون انخفاض معدل ضربات القلب لديهم ، ما يشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تسبب الوفاة في النهاية .
ويقول كريس فاغوندس، أحد كبار المحاضرين في جامعة رايس الأمريكية: "خلال الأشهر الستة الأولى بعد وفاة الحبيب، يزداد خطر وفاة الأرامل بنسبة 41%، يقضي 53% منهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية .
فهل آن الأوان للعالم بدوله وحكوماته ومنظماته لإيقاف هذه المأساة التي يتعرض لها الشعب اليمني .