قالت مصادر محلية في محافظة حضرموت شرقي اليمن، إن محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية في اليمن، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، وجه رسميا مساء الأربعاء، بإيقاف تصدير النفط من من موانئ محافظته النفطية، وذلك لعدم تجاوب الحكومة المعترف بها دولياً مع مطالب المحافظة الغنية بالنفط بتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وذكرت المصادر بأن التوجيهات، تعد "أصعب قرار يتخذه البحسني"، موضحة أن القرار قضى بإبلاغ قوات النخبة الحضرمية وخفر السواحل المرابطة في ميناء الضبة وشواطئ المحافظة أن تمنع مغادرة أي ناقلات نفط إلى خارج حضرموت.
وعزت المصادر هذا القرار إلى تنصل حكومة الشرعية اليمنية عن دفع مستحقات حضرموت من مبيعات نفط "بترو مسيلة"، وكذا بقاء جنود المنطقة العسكرية الثانية لأكثر من 4 أشهر دون مرتبات، إضافة إلى تدهور الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء.
وأكدت المصادر إن تلويح المحافظ البحسني الجاد بإيقاف تصدير الشحنات النفطية الحضرمية إلى حكومة الشرعية، جاء بتوافق مع القيادات الحضرمية على ضرورة اللجوء لتنفيذ أول تهديد حضرمي حقيقي بإيقاف تصدير النفط، بعد أن بلغت الأوضاع الخدمية للكهرباء بحضرموت حدا لا يطاق.
وقالت المصادر أن محافظ حضرموت أكد للجميع انه لن يتم السماح بعد اليوم بتصدير شحنات النفط بدون توريد مستحقات حضرموت من مبيعاته وصرف قيمة فواتير المحروقات بمحطات الكهرباء وفق توجيهات رئيس الوزراء بشرائها لمحافظة حضرموت، وكذلك دفع رواتب جنود وصف ضباط المنطقة العسكرية الثانية أسوة بزملائهم في المناطق الأخرى.
وأوضحت المصادر ان جنود المنطقة العسكرية الثانية لم يستلموا مرتباتهم منذ أربعة أشهر ماضية لأول مرة ما زاد من مستوى الضغط على المحافظ وقيادة حضرموت التي اضطرت لاتخاذ قرار إيقاف تصدير النفط الحضرمي حتى تسليم حضرموت كافة استحقاقاتها بانتظام ودون تأخير او تسويف أو أي اعتبارات أخرى كما جرت العادة.
وكان محافظ حضرموت قد أقال، أمس الأربعاء، المدير العام لمؤسسة كهرباء ساحل حضرموت ومسئولين آخرين على وقع الضغط الشعبي بضرورة اتخاذ قرارات وإصلاحات لمواجهة الوضع المزري وتجاهل الحكومة لذلك الواقع المرير الذي تعيشه مدن ساحل حضرموت.
وشهدت حضرموت خلال الأشهر الماضية حراكا مجتمعيا وشعبيا، للضغط على السلطات المحلية ومطالبتها بحقوق أبناء المحافظة وحصتها من مبيعات النفط، وتوصل لقاء بين عدد من المكونات الحضرمية إلى ضرورة التوافق على قرارات مصيرية وإجراءات من شأنها استعادة الحقوق المغتصبة من حكومة الشرعية اليمنية.
كما شهدت مدينة المكلا عاصمة حضرموت مؤخرا، احتجاجات شعبية عارمة تخللتها أعمال شغب وقطع طرق رئيسية وإحراق إطارات، تنديدا باستمرار الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وتردي الخدمات.
وتنتج حضرموت من حقل المسيلة حالياً التي تديره شركة صافر النفطية الحكومية حوالي 100 ألف برميل يوميا، مخصص للتصدير إلى الخارج، تشكل نحو نصف إجمالي إنتاج اليمن من النفط الخام.
وتعد محافظة حضرموت الغنية بالنفط والمطلة على بحر العرب، كبرى محافظات اليمن مساحة، إذ تمثل ثلث المساحة الإجمالية لليمن، وتنقسم إداريا وعسكريا إلى منطقتين، الأولى ساحل حضرموت وعاصمتها المكلا ويسيطر عليها عسكرياً المنطقة العسكرية الثانية التي يقودها محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني، وقوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً، أما المنطقة الثانية فهي وادي وصحراء حضرموت، والتي يسيطر عليها عسكرياً، المنطقة العسكرية الأولى الموالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الموالي لحزب الإصلاح ذراع الأخوان المسلمين في اليمن.
يذكر أن حضرموت تعد مخزن نفطي كبير ومورد اقتصادي هام لليمن التي كانت تعتمد قبل اندلاع الحرب الدائرة حالياً على ما بين 65 % و 70 % على إيرادات النفط البالغ إنتاجه قبل بضع سنوات حوالي 450 ألف برميل يومياً أغلبه من خام المسيلة بحضرموت بحوالي 355 ألف برميل يومياً بحسب الإحصاءات الحكومية.
واليمن منتج صغير للنفط وتراجع إنتاجه إلى أقل من 200 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ونصف.