نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ثلاثة مصادر وصفتها بـ"مطلعة"، قولها إن الإنتاج النفطي السعودي وصادرات المملكة تعطلت بعد هجمات لجماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، بطائرات مسيرة على منشأتين لشركة أرامكو، أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، اليوم السبت.
وأكد أحد المصادر أن الهجمات تؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يومياً، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة. ولم يفصح المصدر عن تفاصيل أخرى.
وتدير أرامكو أكبر مصفاة لتكرير النفط ومعالجة الخام في العالم، في بقيق بالمنطقة الشرقية للسعودية. وتزيد الطاقة التكريرية للمصفاة عن سبعة ملايين برميل من النفط الخام يومياً.
وفي وقت سابق اليوم السبت أعلنت الرياض أن هجوماً بواسطة طائرات دون طيار تسبب في حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو في بقيق وهجرة خريص، مؤكدة "السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما".
وتبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) هذا الهجوم الذي يُعد الثالث على منشآت أرامكو خلال أربعة شهور.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، إن عشر طائرات مسيرة استهدفت حقلي بقيق وخريص في عملية أسماها "توازن الردع الثانية".
واعتبر أن "استهداف حقلي بقيق وخريص من أكبر العمليات في العمق السعودي"، مؤكداً أن التنفيذ تم عقب عملية استخبارية دقيقة ورصد مسبق وتعاون ممن وصفهم بـ"الشرفاء" داخل المملكة.
وتوعد المتحدث العسكري للحوثيين النظام السعودية بتوسيع العمليات العسكرية التي قال إنها ستكون أشد إيلاماً "طالما استمر عدوانه وحصاره"، مشيراً إلى أنه لا حل أمام السعودية إلا وقف "العدوان والحصار" حد تعبيره.
وتضم بقيق التي تقع على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي مقر أرامكو في الظهران بالمنطقة الشرقية، أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. وتعالج المنشأة النفط الخام القادم من حقل الغوار العملاق قبل نقله للتصدير إلى مرفأ رأس تنورة، أكبر منشأة لتحميل النفط في العالم. كما يصل إنتاج هذه المصفاة غربا إلى محطات تصدير على البحر الأحمر.
بينما تضم خريص الواقعة على بُعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران، "حقل خريص" ثاني أكبر حقل نفطي في العالم حيث يقدر إنتاجه بـ1.2 مليون برميل يومياً من النفط العربي الخفيف.
ويقيم كثير من موظفي أرامكو الغربيين في بقيق. ولم يعرف بعد حجم الخسائر المحتملة نتيجة الهجمات في بقيق وخريص. ورغم مرور 12 ساعة على الهجمات، لم تصدر شركة أرامكو حتى الآن أي بيان كما لم تعلن السلطات سقوط أي مصابين.
وقالت السفارة الأمريكية في الرياض إن لا علم لها بإصابة أي أمريكيين في الهجمات.
ودان السفير الأمريكي لدى السعودية جون أبي زيد، الهجوم بطائرات مسيرة على المنشأتين النفطيتين، معتبراً هذا الهجوم "تصرف غير مقبول".
ونقل حساب السفارة الأمريكية في الرياض على "تويتر" عن أبي زيد قوله "تدين الولايات المتحدة بشدة الهجمات التي نفذتها اليوم طائرات مسيرة على منشأتي نفط في محافظة بقيق وهجرة خريص. إن هذه الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية والتي تعرض المدنيين للخطر تصرف غير مقبول، وستفضي عاجلا أم آجلا إلى فقدان أرواح بريئة".
وفي 17 أغسطس الفائت اعترفت السعودية بهجوم جوي شنته قوات جماعة الحوثيين استهدف حقل ومصفاة الشيبة النفطي شرقي المملكة.
وقال وزير الطاقة والصناعة في السعودية حينها، خالد الفالح، إن الهجوم نتج عنه حريق تمت السيطرة عليه بعد أن خلَّف أضراراً وصفها بـ"محدودة"، دون أي إصابات بشرية، مؤكداً أن إنتاج المملكة وصادراتها من البترول لم تتأثر من هذا العمل "الإرهابي".
وأعلن الحوثيون آنذاك مسؤوليتهم عن الهجوم، مؤكدين الاستهداف تم بـ10 طائرات مسيرة.
وفي 15 مايو الماضي، قالت السعودية إن طائرات مسيرة هاجمت محطتي "عفيف" و"الدوادمي" بمنطقة الرياض لضخ نفط أرامكو، لكن الإمدادات لم تتوقف، فيما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات.
وتعد أرامكو رائدة الشركات الصناعية في السعودية، وأكبر شركة بترول في العالم.
واتهمت السعودية، التي تقود تحالفا عربياً عسكرياً تدخل في اليمن منذ أواخر مارس عام 2015 ، لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في حربها ضد الحوثيين، إيران بالمسؤولية عن هجمات سابقة، وهو ما نفته طهران. كما تتهمها المملكة بتسليح الحوثيين وتزويدهم بالصواريخ الباليستية وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.
ومنذ منتصف مايو كثّفت جماعة الحوثيين هجماتها على أهداف في عمق أراضي السعودية بينها منشآت نفطية وقصف مطارات نجران وجيزان وأبها الدولي وقاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط.
ودائماً ما يقول الحوثيون إن عملياتهم داخل الأراضي السعودية، تأتي رداً على غارات طيران التحالف التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية لليمن.