اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، على استمرار التنسيق الوثيق بين بلديهما من أجل استقرار أسعار النفط العالمية، وذلك في أعقاب هجوم بطائرات مسيّرة استهدف منشأتين نفطيتين كبيرتين في السعودية السبت الفائت وتسبب في تقليص إنتاج النفط العالمي وارتفاع أسعار الخام لمستويات قياسية. وقال القصر الرئاسي الروسي (الكرملين)، في بيان، عقب اتصال هاتفي بين الرئيس بوتين وبن سلمان، إنه تم مناقشة المستجدات السياسية والأمنية بعد الهجوم الأخير على المنشآت النفطية التابعة لشركة "أرامكو" في السعودية، مشيراً إلى أنه تم خلال الاتصال، بحث الموقف على خلفية هذا الهجوم. وأضاف البيان: "أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه في هذا الصدد، ودعا إلى إجراء تحقيق شامل وموضوعي في الحادث". وأكد البيان أنه "تم بحث الوضع في سوق النفط وتأثيره على الاقتصاد والأسعار العالمية، بالإضافة إلى التطرق إلى قضية التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية أوبك +". وأشار البيان إلى أن الاتصال جاء بمبادرة سعودية للتحدث مع الجانب الروسي حول آخر التطورات في المنطقة والعالم، وفقاً لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء. وتعرضت منشأتان نفطيتان تابعتان لعملاق النفط السعودي شركة "أرامكو" في محافظتي "بقيق" و"هجرة خريص" شرقي المملكة، السبت الفائت، لهجوم بطائرات مسيرة تبنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) المسؤولية عنه، ما أدى إلى حرائق هائلة فيهما، وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع يتبناه الحوثيون خلال أربعة أشهر على منشآت نفطية داخل السعودية. وتسبب الهجوم في توقف أكثر من نصف إنتاج المملكة أو ما يزيد على خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية، أي نحو 5.7 ملايين برميل يومياً. الاثنين الفائت ، اقترح الرئيس الروسي على السعودية شراء منظومات دفاعية من موسكو لحماية أمنها، عقب الهجمات على منشأتي بقيق وخريص شرقي المملكة، السبت الفائت . وقال بوتين "نحن على استعداد لتقديم المساعدة اللازمة لحماية السعودية، ويمكن لحكومة الرياض أن تتخذ قرارا حكيما في هذا الشأن". وأضاف أن "إيران اشترت (من روسيا) منظومة إس-300، وتركيا اشترت منظومة إس-400، وبإمكان الرياض اتخاذ خطوة مماثلة وتحمي أمنها، وهذه المنظومة ستحمي البني التحتية السعودية بطريقة آمنة". واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وعدد من كبار منتجي النفط خارج المنظمة بقيادة روسيا مطلع يوليو الماضي، على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط للتسعة الأشهر حتى مارس 2020، بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، في خطوة لدعم الأسعار في سوق النفط، وسط زيادة الإمدادات من الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد العالمي. وتخفض أوبك التي تقودها السعودية، وحلفاؤها بقيادة روسيا إنتاج النفط منذ 2017 للحيلولة دون هبوط الأسعار، وسط ارتفاع الإنتاج من الولايات المتحدة التي تفوقت على روسيا والسعودية لتصبح أكبر منتج في العالم.