أكدت مصادر عمالية في شركة مصافي عدن جنوبي اليمن، أن ناقلة محملة بالوقود وصلت يوم الأحد، إلى ميناء الزيت التابع للمصفاة، قادمة من ميناء الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحمل شحنة وقود مخصصة لتزويد محطات توليد الكهرباء بمحافظة عدن مقدمة كمنحة من دولة الإمارات.
وذكرت المصادر لوكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء، أن الناقلة "BW KRONBORG" تحمل نحو 60 ألف طن متري من مادة الديزل لتشغيل محطات توليد الكهرباء في مدينة عدن تكفي لشهر واحد.
وأشارت المصادر إلى أنه سيتم تفريغ حمولة الناقلة إلى خزانات شركة مصافي عدن بدءاً من مساء الأحد.
ولفتت المصادر إلى إن هذا الدعم يأتي من دولة الإمارات لمؤسسة الكهرباء في عدن كحل إسعافي بعد أن أوشكت المحطات على التوقف بسبب نفاد الوقود وعدم إيفاء الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً بالتزاماتها تجاه الكهرباء في عدن والمحافظات المجاورة التي سيطرت عليها قوات الانفصاليين مدعومة من الإمارات بعد قتال استمر أيام مع قوات الحكومة اليمنية راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.
وتضاعفت ساعات انقطاع التيار الكهربائي بمدينة عدن خلال الثلاثة الأيام الماضية، نتيجة نفاد مادتي الديزل والمازوت، ما فاقم حالة الغضب الشعبي في المدينة والمحافظات المجاورة.
وقالت مصادر حكومية في عدن لوكالة "ديبريفر" للأنباء، إن "ساعات تشغيل الكهرباء انخفضت بشكل كبير لتصل إلى أقل من ساعتين ونصف الساعة مقابل 3 ساعات انقطاع، بمعدل يتراوح من 12 إلى 14 ساعة انقطاع خلال اليوم.
كانت إدارة محطة الحسوة الكهروحرارية، بعدن، وجهت الأربعاء، نداء استغاثة لإدارة مؤسسة الكهرباء لتزويدها بالمازوت، وقالت إن "المازوت المتبقي يكفي لأربعة أيام قادمة من يوم الأربعاء على حمل 50 ميجاوات"، داعية المؤسسة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
ورغم استغاثة محطة الحسوة الكهروحرارية، لم يتم تزويد حتى اللحظة بمادة المازوت.
كان المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح المدعوم من الإمارات العربية المتحدة في جنوبي اليمن، حمّل في وقت سابق من سبتمبر الجاري، حكومة "الشرعية" اليمنية المعترف بها دولياً مسؤولية تردي أوضاع الكهرباء وانقطاعها في مدينة عدن، رغم سيطرة المجلس عليها بعد طرد قواته للحكومة اليمنية وقواتها من المدينة التي كانت تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد في 10 أغسطس الفائت.
بينما قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، يوم 9 سبتمبر الجاري، إن "التطورات الأخيرة في عدن وما نجم عنها من تمرد وانقلاب مسلح نفذته مليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي (الجنوبي)، وسيطرتها على مؤسسات الدولة، أحدثت تدهوراً كبيراً في مستوى الخدمات بما فيها خدمة الكهرباء جراء عدم تزويد المحطات باحتياجاتها من المشتقات النفطية".. نافيةً "الاتهامات والشائعات المتداولة عن رفض الحكومة توفير المشتقات النفطية لمحطات الكهرباء".
وفي 10 أغسطس الماضي أحكمت قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعومة من الإمارات، سيطرتها على كامل مدينة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة اليمنية، استمرت أربعة أيام أسفرت عن مقتل 40 شخصاً وإصابة 260 آخرين، وفقاً للأمم المتحدة.
واعتبرت الحكومة "الشرعية" ما قام به الانتقالي الجنوبي "انقلاباً آخر" عليها في عدن، بعد "انقلاب الحوثيين" عليها في صنعاء، وأصبحت بلا مقر.