أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء عن تقديمها 500 مليون دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2019م .
جاء ذلك خلال اجتماع المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول الاستجابة الإنسانية في اليمن المنعقد على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، بحضور وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية ديفيد هيل ووكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وعدد من رؤساء الهيئات الدولية.
والإثنين قبل الفائت قال لوكوك، في إفادة لمجلس الأمن الدولي، إنه تلقى تأكيداً من السعودية بأنها ستحول مبلغ 500 مليون دولار في 25 سبتمبر الجاري تعهدت به لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، مشيراً إلى أنه تلقى تأكيداً مماثلاً من الإمارات العربية المتحدة بإرسال 200 مليون دولار.
وانتقدت الأمم المتحدة، مؤخراً تملص المانحين الدوليين من الإيفاء بالتعهدات التي قطعوها خلال مؤتمر احتضنته جنيف في فبراير الماضي، تعهدوا فيه بتقديم 2.6 مليار دولار لتمويل الجهود الإنسانية في اليمن، وأشارت إلى أن شركاء الأمم المتحدة والشؤون الإنسانية لم يتلقوا، حتى الآن، سوى أقل من نصف هذا المبلغ.
ويدور في اليمن منذ زهاء أربع سنوات ونصف، صراع دموي على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية ومعها الإمارات، وقوات جماعة الحوثيين (أنصار الله) المدعومة من إيران، والتي ما تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ سبتمبر 2014، خلّف أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات، في أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".
وعبر وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً محمد الحضرمي عن تقدير بلاده لجهود المانحين لتخفيف المعاناة الإنسانية وإسهاماتهم في خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لعام 2019، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
وأكد الحضرمي في كلمة اليمن خلال الاجتماع، صعوبة الوضع الإنساني في اليمن نظراً لأطماع إيران التوسعية المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة حد تعبيره.
وزعم أن الموقف القوي لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والدعم السخي لجهود الإغاثة هي التي مكنت الحكومة والشعب اليمني من مواجهة تبعات انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
من جانبه أشار وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية "الشرعية" الدكتور نجيب العوج إلى الوضع الاقتصادي المقلق والمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمن والتدهور الحاد للمؤشرات الاقتصادية في القطاعين العام والخاص.
وعبر عن تطلع اليمن إلى العمل سوياً مع المانحين وشركاء التنمية للتصدي للتحديات الإنسانية والاقتصادية والتنموية، والبدء في الإعداد لمرحلة إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي ورسم مستقبل يعمه السلام .
وكانت الأمم المتحدة حذرت في أواخر أغسطس الماضي، من أن 22 برنامجاً منقذاً للأرواح سيضطر للتوقف في اليمن خلال الشهرين المقبلين إذا لم تتلقَ التمويل اللازم الذي تعهدت عدة دول بتوفيره لصالح اليمن.
وفي مطلع سبتمبر الجاري قالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم، إن الصندوق اضطر مع نهاية شهر أغسطس المنصرم، إلى إغلاق 100 مستشفى من أصل 268 مستشفى يدعمها الصندوق الأممي في أنحاء اليمن، وتوقعت إغلاق 75 مستشفى آخر بنهاية سبتمبر.
وأكدت أن إغلاق هذه المستشفيات ستؤثر بشكل مباشر على حوالي 650 ألف امرأة في حاجة لخدمات الصحة الإنجابية، ولو أغلقت جميعها ستكون أكثر من مليون امرأة في خطر.
التزام إماراتي
وفي السياق ذاته أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، الدكتور أنور قرقاش استمرار الدعم السعودي الإماراتي للجهد الإنساني في اليمن .
وقال قرقاش، في تغريدة على "تويتر"، إن "التزامنا بالدعم الإنساني مستمر حيث قدمت الإمارات 6 مليارات دولار منذ 2015، ويبقى أن المسؤولية عن الأزمة الإنسانية تسبب بها الإنقلاب الحوثي".
وأضاف أن "الوضع الإنساني في اليمن يبقى ذو أولوية، وإشادة مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، بالدعم السعودي والإماراتي للجهد الإنساني في اليمن محل التقدير".
وأردف الوزير الإماراتي "سنستمر في هذا الدعم بكل التزام في جهودنا المشتركة للتصدي للانقلاب الحوثي وتداعياته".
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، فيما يعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.