رويترز: تنامي الانتقادات لولي العهد في العائلة المالكة السعودية بعد هجمات أرامكو

لندن (ديبريفر)
2019-10-03 | منذ 4 سنة

الملك سلمان رفقة ولي العهد محمد بن سلمان

أفادت وكالة رويترز يوم الأربعاء، أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة ونخبة رجال الأعمال في السعودية عبروا عن إحباطهم من قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أعقاب أكبر هجوم على الإطلاق على البنية التحتية النفطية في المملكة الشهر الماضي.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أجنبي كبير وخمسة مصادر تربطهم علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال - بعدما طلبوا جميعاً عدم نشر أسمائهم- قولهم إن هجوم أرامكو أثار قلقاً وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود ذات النفوذ القوي، والتي يبلغ عدد أفرادها نحو عشرة آلاف، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.
وقالت المصادر إن الهجوم أثار سخطاً وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة. وأوضح بعض هؤلاء الأشخاص أن الهجوم أثار انتقادات بين أولئك الذين يعتقدون أنه اتخذ موقفاً عدوانياً مبالغاً فيه تجاه إيران.
وأكد مصدر، وهو أحد أفراد النخبة السعودية وتربطه صلات بالعائلة المالكة، وجود "حالة استياء شديد" من قيادة ولي العهد، "كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟".
وأضاف المصدر أن بعض الأشخاص في أوساط النخبة يقولون إنهم "لا يثقون" في ولي العهد، الأمر الذي أكدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي الكبير.
واستهدفت هجمات الرابع عشر من سبتمبر الماضي منشأتين تابعتين لعملاق النفط السعودي "شركة أرامكو"، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط، وهو ما يمثل 5% من إنتاج النفط العالمي.
وألقت السعودية بالمسؤولية على إيران، وهو تقييم يشترك فيه المسؤولون الأمريكيون. غير أن مسؤولين إيرانيين نفوا تورط بلادهم في الهجوم وتبنته جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن المدعومة من إيران.
ووفقاً لرويترز لايزال هناك مويدين أوفياء لولي العهد، حيث قال مصدر سعودي داخل الدوائر الموالية لولي العهد "لن تؤثر الأحداث الأخيرة عليه شخصياً كحاكم محتمل لأنه يحاول إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة. هذه قضية وطنية، وبالتالي لن يكون في خطر، على الأقل ما دام الأب على قيد الحياة".
وقال دبلوماسي أجنبي ثان رفيع المستوى إن المواطنين السعوديين ما زالوا يرغبون في الاصطفاف خلف الأمير محمد بن سلمان كقائد قوي وحاسم ومفعم بالحيوية.
تقلص الثقة
وقال الباحث لدى مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن نيل كويليام، وهو خبير في شؤون السعودية والخليج، "هناك تقلص في الثقة في قدرته على تأمين البلاد، وهذه نتيجة لسياساته"، مشيراً إلى أن الأمير محمد بن سلمان يشرف على السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.
ويقول بعض المنتقدين السعوديين إن السياسة الخارجية العدائية التي ينتهجها الأمير السعودي تجاه إيران وتورطه في حرب اليمن عرضا المملكة للهجوم، وفقا لأربعة من المصادر التي لها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال.
وعبروا أيضا عن شعورهم بالإحباط لأن ولي العهد لم يتمكن من منع الهجمات، على الرغم من إنفاق مئات مليارات الدولارات على الدفاع، وفقا للمصادر الخمسة وأحد كبار الدبلوماسيين.
ويخلف ولي العهد رسمياً والده الملك سلمان، البالغ من العمر 83 عاما. والأمير محمد هو أيضاً الحاكم الفعلي للمملكة.
وأجج الهجوم مشاعر استياء بدأت منذ تولي ولي العهد منصبه قبل عامين، إذ نحى منافسيه على العرش واعتقل المئات من أبرز الشخصيات في المملكة بسبب مزاعم فساد.
وتضررت سمعة الأمير محمد بن سلمان في الخارج بسبب حرب مكلفة في اليمن على جماعة الحوثيين، كما تعرض لانتقادات دولية بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل عام في قنصلية المملكة في إسطنبول.
ويقول مطلعون سعوديون ودبلوماسيون غربيون إن الأسرة لن تعارض على الأرجح الأمير محمد بن سلمان خلال وجود الملك على قيد الحياة، وأقروا بأنه من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه الأثير.
ونقل الملك معظم مسؤوليات الحكم لابنه، لكنه لا يزال يترأس اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية ويستقبل كبار الشخصيات الأجنبية.
ويقول بعض أفراد النخبة السعودية إن جهود ولي العهد لإحكام قبضته أضرت بالمملكة. وقال أحد المصادر المقربة من الدوائر الحكومية إن الأمير محمد جاء بمسؤولين أقل خبرة من السابق بشكل عام.
ويقول المطلعون والدبلوماسيون إنه بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل بعد الملك، فإن تحدي سلطة الأمير محمد بن سلمان قد يكون صعباً في ظل قبضته المُحكمة على هيكل الأمن الداخلي.
بديل محتمل
وينظر بعض الأمراء إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز (77 عاما)، وهو الأخ الشقيق المتبقي الوحيد على قيد الحياة للملك سلمان، كبديل ممكن يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، على حد قول اثنين من المصادر الخمسة.
وقال أحد رجال الأعمال الكبار "ينظرون جميعاً إلى (الأمير) أحمد ليروا ما سيفعل. لا تزال العائلة تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ عليها".
ولا يوجد دليل على أن الأمير أحمد مستعد للقيام بهذا الدور، وفقا لمراقبين سعوديين. ولا يضطلع الأمير أحمد بدور رسمي، وظل بعيداً عن الأنظار إلى حد كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج.
وخلال الرحلة بدا أنه ينتقد القيادة السعودية بينما كان يرد على متظاهرين خارج مقر إقامته في لندن وهم يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.
وكان الأمير أحمد واحدا من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أفراد الأسرة الحاكمة، عارضوا أن يصبح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في العام 2017، بحسب مصدرين سعوديين في ذلك الحين.
 
 

 

ا


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet