قياساً على شعبيته الجارفة داخل بلده إثيوبيا، وخارجها ، إفريقياً وعربياً، يبدو آبي أحمد مستحقاً لجائزة نوبل للسلام الذي سيتم الإعلان عنها يوم الجمعة المقبلة، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي الذي لمع نجمه السياسي قبل أقل من عامين، يواجه منافسة شديدة من ناشطة أوروبية في مكافحة التغير المناخي يصفها البعض بـ"المراهقة".
وقاد آبي أحمد اصلاحات اقتصادية وإدارية في إثيوبيا، استفزت مافيا الفساد هناك، وعرضه لمحاولة اغتيال بقنبلة يدوية ألقيت على حشد كان فيه العام الفائت، نجا منها بإعجوبة .
وتلقى آبي إشادة دولية، بعد الاتفاق مع إريتريا، وذلك بعد زيارة مفاجئة - هي الثانية - قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي، منذ توقيعه اتفاق سلام العام الفائت أنهى عقدين من العداء بين البلدين الجارين.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إثيوبيين قولهم أنه وخلال اجتماع رفيع المستوى بوزارة الخارجية الإثيوبية، في يوليو، الفائت، تفاجأوا بتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي عن زيارة رئيس الوزراء لإريتريا.
وأضافوا :" لم يكن أحد في الغرفة على علم بزيارة أبي أحمد، وهي الثانية له منذ إبرامه اتفاق سلام العام الماضي أنهى عقدين من العداء بين البلدين".
وبحسب مسؤول بارز كان حاضراً، وفقاً لرويترز، " وزارة الخارجية لم تكن في الصورة، علمنا بالأمر من إعلام إريتريا على فيسبوك وتويتر".
"تلك الزيارة المفاجئة، تعد بمثابة مثالاً على ما يقوم به آبي (43 عاماً) عادة".. هذا ما أكده مؤيدين له ومعارضين أيضاً لـ"رويترز"، مؤكدين أنه " يعتمد على المبادرات الشخصية الجريئة والشخصية المؤثرة في إحداث التغيير بدلاً من العمل عبر المؤسسات الحكومية" .
وأبي أحمد هو أول رئيس وزراء إثيوبي ينتمي لأكبر مجموعة عرقية في البلاد وهي الأورومو، التي تشكل ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 100 مليون نسمة.
ولدى إثيوبيا أكثر من 90 مجموعة عرقية، ولعقود من الزمان تم تنظيم سياسات البلاد على طول هذه الخطوط المثيرة للانقسام.
ومنذ تولي آبي أحمد، منصبه في الثاني من أبريل 2018، قاد أصغر رؤساء حكومات إفريقيا مجموعة من الإصلاحات الليبرالية المذهلة في إثيوبيا، والتي يعزوها كثيرون لإنقاذ البلاد من الحرب الأهلية.
وأطلق أبي، سراح آلاف من السجناء السياسيين، وأوقف الرقابة التي كانت مفروضة على مئات المواقع، وأنهى حالة الحرب التي استمرت 20 عاماً مع إريتريا، ورفع حالة الطوارئ، وخطط لفتح قطاعات اقتصادية رئيسية أمام مستثمرين من القطاع الخاص، بما في ذلك الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة.
ومنذ العام الفائت شهدت إثيوبيا العديد من مظاهر الاحتفاء برئيس الوزراء الجديد، ففي العاصمة أديس أبابا يتم لصق الزجاج الأمامي لسيارات الأجرة بملصقات أبي أحمد، في حين يقوم المواطنون بتغيير صورهم الشخصية على "واتس آب" و"فيسبوك" لشعارات موالية لأبي أحمد، وينفقون أموالهم على شراء قمصانه.
وفي يونيو الفائت، حضر نحو 4 ملايين شخص مسيرة تقدمها أبي أحمد في ساحة ميسكيل في العاصمة أديس أبابا.. ويقول توم غاردنر، الصحفي البريطاني الذي يعيش في أديس أبابا، إن هناك حماسة دينية تقريباً لما أطلق عليه اسم "الهوس بأبي أحمد"، موضحا: "الناس يتحدثون بصراحة عن رؤية ابن الله أو نبي"، وفقا لتعبيرهم.
وبالعودة إلى المنافسة لآبي على جائزة نوبل للسلام غريتا تونبرغ، فمن الجدير بالذكر أنها تنشط في مكافحة التغير المناخي، وسبق أن نالت جائزة منظمة العفو الدولية وجائزة "رايت لايفليهود" وتعتبرها مواقع المراهنات الإلكترونية الأوفر حظا حاليا.
وهناك أسماء أخرى يجري تداولها، مثل مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين ورئيسها فيليبو غراندي أو حتى منظمة "أس أو أس المتوسط"، ومنظمات غير حكومية، مثل "مراسلون بلا حدود" ولجنة حماية الصحفيين.. وبلغت الترشيحات لجائزة نوبل للسلام 301، لكن الأسماء لا تكشف.
وأشار مكتب "لادبروكس" للمراهنات إلى أسماء أخرى، مثل نجمة كرة القدم الأميركية ميغان رابينو وحتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب جهوده لتحسين العلاقات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وسيكشف اسم الفائز بعد غد الجمعة تمام التاسعة صباحا بالتوقيت العالمي في معهد نوبل بأوسلو.
وتبلغ قيمة الجائزة 830 ألف دولار إلى جانب ميدالية ذهبية ودبلوم، وفي السنة الماضية توج بها كل من الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي والإيزيديه ناديا مراد تقديرا لجهودهما في مكافحة العنف الجنسي.