قال مراسل "قناة الجزيرة" أن الجيش التركي والمعارضة السورية المسلحة وصلا إلى أطراف مدينة تل أبيض، ويستعدان لاقتحامها، وذلك في إطار عملية "نبع السلام" المستمرة منذ الأربعاء في شمال سوريا.
وسيطرة القوات التركية ومعها قوات المعارضة السورية على قرى عدة في محيط مدينة تل أبيض من بينها قريتي بير عاشق وحميدية، وانهما وصلتا إلى عمق ثمانية كيلومترات داخل سوريا، بحسب مراسل الجزيرة.
ونقلت الجزيرة عن مصادر قولها إن "القوات التركية أنشأت قاعدة عسكرية بين مدينتي سلوك وتل أبيض على الحدود السورية التركية، وانها قطعت الطريق الواصل بين المدينتين".
واستهدفت مقاتلات تركية اللواء الثالث والتسعين التابع لقوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي وقوات المعارضة تقدما في مدينة رأس العين بريف المحافظة، بغية السيطرة على تل أبيض ورأس العين، تمهيداً للسيطرة على مناطق أخرى حتى عمق يصل إلى 30 كيلو متراً.
ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد "دفعت العملية العسكرية في الشمال السوري أكثر من 60 ألف مدني إلى النزوح من منازلهم، وباتت بلدتا رأس العين والدرباسية شبه خاليتين من السكان".
وساد صباح أمس الخميس، الهدوء في "تل أبيض" بمحافظة الرقة، بعد قصف للدبابات والمدفعية التركية لمواقع قالت تركيا أنها لـ"إرهابيين" في المدينة ومحيطها مع انطلاق عملية نبع السلام.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن، أمس الأربعاء، إطلاق جيش بلاده بالتعاون مع الجيش الوطني السوري عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.
وبدأت تركيا عملية عسكرية ضد القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا، بعد أيام من انسحاب القوات الأمريكية من على الحدود.
وتسعى العملية العسكرية إلى القضاء على ما تسميه تركيا "الممر الإرهابي" الذي تبذل جهودا لإنشائه على حدودها الجنوبية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأطلعت تركيا كلا من الولايات المتحدة وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والأمين العام للأمم المتحدة على العملية أمس الأربعاء، في حين رفضت دول عدة عربية وأوروبية العملية.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر الخميس، جلسة مغلقة لمناقشة العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا، فيما تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً في الشأن ذاته السبت المقبل.
وقال دبلوماسيون غربيون، إن مجلس الأمن قرر عقد جلسة طارئة لبحث الهجوم التركي على سوريا، بناء على طلب تقدمت به كل من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة.
من جانبها قالت جامعة الدول العربية في بيان إنها ستعقد اجتماعاً طارئاً على المستوى الوزاري يوم السبت المقبل بناء على دعوة مصرية لبحث ما وصفته بـ"العدوان التركي على الأراضي السورية".
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي إن "ما حدث يمثل هجوماً غير مقبول على سيادة دولة من الدول الأعضاء في الجامعة".
وأدانت دول عربية وغربية العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا ، وطالبت بإيقافها باعتبارها انتهاكاً واعتداء صارخا غير مقبول على سيادة سوريا.
وأعربت تلك الدول عن خشيتها من أن تؤدي عملية "نبع السلام" التركية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة.