بالتزامن مع ذكرى رحيله الـ42

الحوثيون يزعمون مطاردة قتلة الرئيس الحمدي

تقرير ديبريفر
2019-10-12 | منذ 4 سنة

 

الشهيد إبراهيم الحمدي

يبدو أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، مهتمة جداً بالكشف عن الأطراف التي خططت ونفذت اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي، في واقعة لاتزال حاضرة في ذاكرة اليمنيين منذ 42 عاماً.

اهتمام جماعة أنصار الله (الحوثيين) بكشف حقيقة اغتيال الحمدي، سببها، بحسب نشطاء سياسيي، أن الضالعين في جريمة اغتيال الرئيس اليمني في سبعينيات القرن الفائت، هم خصوم وأعداء للجماعة اليوم ويشنون ضدها حرباً عنيفة منذ أربعة أعوام ونصف.

وتؤكد قيادات كبيرة في الجماعة التي تسيطر على العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة شمالي اليمن، على " ان هناك ملفات مغلقة يجب أن تُفتح من أجل الحقيقة، لا من أجل الانتقام"، وان "فتح ملف اغتيال الرئيس الحمدي، كان من أجل إظهار الحقيقة وتحقيق العدل".

وعصر اليوم السبت، أعلن متحدث قوات جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، أنه "سيصدر تقرير رسمي هو الأول منذ 42 عاماً يتضمن الكشف عن معلومات جديدة بشأن قضية اغتيال".

وقال سريع في تغريدات له على تويتر، رصدتها وكالة "ديبريفر" الدولة، إن " التقرير الرسمي الأول عن جريمة اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي، سيتضمن الكشف عن أبرز الضالعين بالجريمة بموجب الوثائق والشهادات".

بدوره، اعتبر القيادي الحوثي الكبير محمد علي الحوثي، أن اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي " وأداً للجمهورية، والعمل المؤسسي، وبداية لنقل الثورة لعصر آخر مظلم مليء بالإجرام والتبعية".. الثورة التي عناها عضو المجلس السياسي الذي انشأته الجماعة في صنعاء، هي ثورة 26 سبتمبر 1962، التي يقول خصوم الجماعة أنها قامت ضد الحكم الأمامي الرجعي، ويتهمون الجماعة بأنها تحاول إعادتها مجدداً.

وفي فعالية تحت عنوان " الإرادة الوطنية تنتصر لدماء الرئيس الحمدي"، أحيتها في العاصمة اليمنية صنعاء، صباح اليوم السبت، دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة التي تديرها جماعة أنصار الله الحوثيين، قال محمد علي الحوثي إن " من كانوا يتحدثون باسم الحمدي ويدًعون الدفاع عن الجمهورية ارتموا في أحضان الرجعية السعودية، التي لا تملك قرارها".

ووجه الحوثي اتهاماً صريحاً للسعودية ومن يتحالف معها من اليمنيين بأنهم قتلة الحمدي، وهم " من يقتلون أبناء الشعب اليمني" وهم " من وقفوا ضد مشروع الحمدي الهادف إلى التحرر والاستقلال".

وشن الحوثي هجوماً شرساً على السعودية وبعض دول الخليج والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وبعض القوى السياسية المحلية المتحالفة مع الرياض التي تقود تحالفاً داعماً "للشرعية".

وقال :" لا يمكن لرجعية أن تقدم لشعبنا الجمهورية، ولا يمكن لحكم سلالي أن يعيد لشعبنا الديمقراطية" في إشارة واضحة للمملكة العربية السعودية.

ودعا الحوثي، النخب الثقافية إلى تقديم مبادرات من أجل تصحيح بناء الوطن في إطار رؤية أطلقتها الجماعة في مارس الفائت، ووصفتها بـ"الوطنية"، مشيراً إلى أن دعوته هذه " من أجل وطن حر مستقل يعتمد على نفسه، وهو الوطن الذي نتطلع إليه، والذي أراده الشهيد الحمدي".

وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيين) كشفت في إبريل الفائت، حقائق حول اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي، والشخصيات المحلية والإقليمية والدولية التي شاركت في جريمة اغتياله مع شقيقه عبدالله.

ما قدمته الجماعة من حقائق، حد زعمها، كشفته قناة الجزيرة في 28إبريل الفائت، في فيلم وثائقي عنونته بـ"الغداء الأخير"، وقالت في إعلان ترويجي سبق عرض الفيلم بفترة، أنه وثق للحظة اغتيال الحمدي، لكنه لم يفعل ذلك، وقد تعرض لانتقادات واسعة في اليمن، لأنه لم يقدم جديداً يتناسب مع عناوين الحملة الإعلانية المروجة للفيلم.

إبراهيم الحمدي

وكان إبراهيم الحمدي، رئيس للجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974، وحتى 11 أكتوبر 1977، وقد تم اغتياله وأخيه عبدالله في ظروف غامضة واستمرت غامضة، بصورة مريبة، طيلة 40 عاماً.

اغتيال الحمدي ليلة 11 أكتوبر 1977، قبل يومين من موعد زيارته إلى مدينة عدن، التي كانت عاصمة لجنوب اليمن آنذاك، وكانت تلك الزيارة فيما لو تمت، هي الأولى من نوعها لرئيس من اليمن الشمالي إلى عدن.

وكان السائد حول اغتيال الحمدي، صراعه مع القوى القبلية التي أقصاها عن السلطة، بالإضافة إلى معارضة تلك القوى وحلفائها الاقليميين، للخطوات الجادة والمتسارعة التي سار بها ونفذها الحمدي من أجل تحقيق الوحدة بين جنوب اليمن وشماله، وكذلك لإجراءاته التصحيحية للمنظومة الإدارية والمالية في اليمن الشمالي.

ورغم مرور 42 عاماً على حادثة الاغتيال الآثمة التي أنهت حياة الحمدي، إلا أن اليمنيين لايزالون يتذكرون "رئيسهم الشاب (34 سنة) بحب جارف، سواء أولئك الذين عاشوا في عهده وخلال سنوات رئاسته التي لم تكمل ثلاثة أعوام لكنها تحققت فيها انجازات مبهرة، أو من الأجيال التي جاءت بعد رحيله المر.


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet