مجلس الأمن يخرج ببيان مقتضب، وترامب يرسل وفداً  رفيعاً إلى أنقرة ، وروسيا تملأ الفراغ الأمريكي

" نبع السلام " : المعارك السياسية لا تقل ضراوة عن " القتالية "

تقرير (ديبربفر )
2019-10-16 | منذ 4 سنة

تشهد  العملية العسكرية  " نبع السلام"  التي  ينفذها الجيش التركي منذ قرابة اسبوع شمال شرق سوريا، حراكاً دولياً،  طغى على ما عداها من قضايا أخرى.
وفي حين لم يخرج مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الثاني، والمخصص لمناقشة العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد ، إلا ببيان مقتضب للغاية أعرب فيه عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة، والتحذير من هروب مقاتلي داعش الأسرى.. كان وفد رفيع من الإدارة الأمريكية يزور أنقرة  لإجراء محادثات من أجل اقناع تركيا بإيقاف عملياتها العسكري شمال شرق سوريا.

وظهرت روسيا كلاعب قوي ، ووسيط موثوق به عند جميع الأطراف الضالعة في العمليات العسكرية شمال شرق سوريا ، وهي تركيا وسوريا وحتى إيران.. وقد سمحت روسيا للقوات السورية بملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية.

وعلى الرغم من الرسائل المطمئنة التي نقلتها روسيا عن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان وتأكيده على احترام سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، إلا أن الوقائع على أرض المعارك شمال شرق سوريا ليست ليست مطمئنة إطلاقاً.

وقال مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، في جلسته التي خصصها لمناقشة التصعيد العسكري التركي في شمال شرق سوريا إنه يشعر بالقلق من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في المناطق الواقعة بالقرب من مواقع المواجهات العنيفة.

وحذر مجلس الأمن من هروب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الأسرى في مناطق العمليات العسكرية شمال شرق سوريا.

وبحسب "رويترز" لم يتطرق اجتماع مجلس الأمن إلى الهجوم التركي على فصيل كردي سوري في المنطقة والذي بدأ قبل اسبوع.

اعضاء مجلس الأمن وعددهم 15 اتفقوا على "بيانهم" المقتضب، بعد الاجتماع للمرة الثانية خلف الأبواب المغلقة منذ بداية العملية التركية في سوريا.

إلى ذلك، نقلت وكالة تاس للأنباء الروسية، اليوم الأربعاء، عن السفيرالروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قوله " إن تركيا أبلغت بلاده بأنها ستحترم وحدة الأراضي السورية، وبأن هدفهم النهائي هو ضمان سيادة سوريا ووحدتها".

وكانت الإدارة الأمريكية أوفدت، اليوم الأربعاء، مسؤولين كبار إلى أنقرة لإجراء محادثات طارئة في محاولة لإقناع أنقرة بوقف الهجوم على شمال شرق سوريا، في حين سارعت قوات روسية إلى دخول منطقة أخلتها واشنطن بشكل مفاجئ، بحسب " رويترز".

ووصل روبرت أوبراين، الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي منذ شهر، إلى تركيا للقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء قبيل محادثات يوم الخميس بين مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتواء تداعيات قرار أردوغان إرسال قوات الأسبوع الماضي لمهاجمة قوات كردية سورية كانت الحليف المقرب لواشنطن.

وأكد أردوغان مجددا أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، وهدد بإلغاء زيارته المقررة إلى الولايات المتحدة الشهر المقبل بسبب ما أظهره مسؤولون أمريكيون من "عدم احترام بشكل كبير جدا".

وأجبر الهجوم التركي، الذي بدأ بعد اتصال هاتفي بين أردوغان وترامب، واشنطن على التخلي عن سياسة تنتهجها منذ خمس سنوات وعلى سحب قواتها بالكامل من شمال سوريا.

وسارعت القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا وإيران، خصما واشنطن، إلى ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية بالتقدم في الأراضي التي كانت تقوم تلك القوات بدوريات فيها.
وأعلنت واشنطن فرض مجموعة من العقوبات على تركيا يوم الاثنين لكن منتقدي ترامب قالوا إنها أضعف من أن تحدث أثرا.

وذكرت قناة الميادين اللبنانية أن قوات سورية بدعم من روسيا "ثبتت بعض نقاط المراقبة" في مدينة الرقة التي كانت ذات يوم معقل "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية ثم سيطر عليها الأكراد عام 2017 في ذروة حملتهم على المدينة بدعم من الولايات المتحدة.

وبعد ساعات من إعلان واشنطن انسحابها يوم الأحد، أبرم الأكراد، الذين خسروا آلاف المقاتلين خلال الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ضمن تحالف استمر خمس سنوات مع الولايات المتحدة، اتفاقا مفاجئا مع حكومة الرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران.

وتقدمت قوات سورية بدعم روسي سريعا إلى داخل بلدات على امتداد المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد، بما في ذلك مدينة منبج، وهي هدف رئيسي لتركيا قالت القوات الأمريكية يوم الثلاثاء إنها غادرتها.

ودخل صحفيون من رويترز برفقة القوات الحكومية السورية يوم الثلاثاء إلى منبج ورأوا الأعلام الروسية والسورية ترفرف فوق مبان على مشارف المدينة.
وذكر التلفزيون الرسمي الروسي اليوم الأربعاء أن الجيش السوري سيطر على قواعد عسكرية تركتها القوات الأمريكية.
ولا توجد أي مؤشرات على تراجع الحملة التركية على الأرض، ويدور معظم القتال إلى الآن حول مدينتين حدوديتين هما رأس العين وتل أبيض.

 

 


لمتابعة أخبارنا على تويتر
@DebrieferNet

لمتابعة أخبارنا على قناة "ديبريفر" في التليجرام
https://telegram.me/DebrieferNet