يحاول ولي العهد السعودي تغيير نظرة العالم للمملكة بأنها مصدر للتشدد الديني والتطرف من خلال تدشينه سياسة انفتاحية مغايرة لواقع المجتمع السعودي تمثلت في إنشاء هيئة الترفيه، وافتتاح دور السينما، والسماح للنساء بقيادة السيارة، والعديد من الإجراءات التي كانت تصنفها المؤسسة الدينية هناك في خانة المحرمات.
ويبدو من الصعب تغير نظرة العالم للمملكة بين عشية وضحاها، حيث أوردت وكالة فرانس برس " تقريرا لهيئة بلجيكية مختصة بمراقبة الإرهاب خلص إلى أن كتيبات التعليم في المساجد البلجيكية -التي تمولها دول خليجية- تحرض على معادة السامية وكراهية اليهود وتدعو إلى اضطهاد المثليين.
كما أورد التقرير أنه سبق للحكومة البلجيكية أن قالت في مارس الماضي أنها ستنهي إدارة السعودية للمسجد الكبير الذي تديره رابطة العالم الإسلامي والمستمرة منذ خمسين عاما، بسبب مخاوف من تشجيعه للتطرف.
وسبق للمملكة العربية السعودية موافقتها التخلي عن إدارة أكبر مساجد بلجيكا، في بادرة تحاول عبرها التخلص من السمعة التي لازمتها كأكبر مصدر في العالم للتفسيرات المتشددة للإسلام.
وذكر المركز الوطني لمراقبة الإرهاب في تقريره ـ بحسب ما أوردته " فرانس برس "- إن الكتابات التي تستخدم لتدريب الدعاة وأساتذة الدين "مستوحاة بشكل أساسي من الشريعة الإسلامية التقليدية في العصور الوسطى، وتتضمن "محتوى إشكالي فيما يتعلق بالتطرف، وكراهية الأجانب، ومعاداة السامية.
وأشار التقرير إلى أن أحد الكتيبات يؤكد على أن "أهم مبدأ في الجهاد هو محاربة الكفار والمعتدين" وبأن "الجهاد المسلح واجب شخصي على كل مسلم" علاوة على وصفه لليهود بـ"الفاسدين والأشرار والخائنين"، ودعوته لإعلان "الحرب" على كل من لا يعتنق الإسلام السني.
وأشار تقرير المركز إلى أن هذه الكتيبات متاحة بشكل واسع "بفضل الدعم المالي والتكنولوجي اللامحدود للجهاز الدعوي للمملكة السعودية، وبعض الدول الخليجية الأخرى."
الجدير بالذكر أن المملكة تبذل جهوداً كبيرة للتأكيد على الاعتدال الديني وهو ما يمثل واحدا من الوعود الطموحة التي قطعها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمقتضى خططه لإجراء إصلاحات واسعة في البلاد تقربه من كرسي الحكم خلفا لأبيه.