Click here to read the story in English
لا تحظى مدينة تعز، جنوبي غربي اليمن، باهتمام الحكومة اليمنية، باستثناء بيانات قلقة، وتوجيهات لا تحضر في واقع المدينة التي تقبع تحت وطاة حصار خانق، منذ خمس سنوات، وتعيش معاناة مميتة مع الأوبئة.
ما سبق، تحدث به، لوكالة "ديبريفر"، عدد من ابناء تعز، الذين خرجوا مؤخرا في تظاهرات احتجاجية ضد فساد السلطتين الادارية العسكرية، والمطالبة بتحسين الخدمات العامة وفي مقدمتها الصحية.
وتتكدس القمامة داخل احياء مدينة تعز، وشوارعها الرئيسية، بكميات كبيرة جدا، منذ عدة أشهر، وتحولت المدينة إلى حاضنة ومرتع خصب للامراض الوبائية كحمى الضنك والكوليرا والملاريا.
وأعلن مكتب الصحة، حالة الطوارئ الوبائية، في تعز، الاربعاء الفائت ، لمواجهة وباء حمى الضنك الذي تفشى مؤخرا بالمدينة بشكل كبير.
وقال تيسير السامعي، نائب مدير إدارة الاعلام والتثقيف الصحي في مكتب وزارة الصحة في تعز، ان عدد حالات الإصابة بمرض حمى الضنك، وصل إلى أكثر من 5 آلاف و200 حالة، منذ مطلع 2019، إضافة إلى رصد 4 وفيات.
وحيال تفشي "الضنك"، اكتفى مكتب الصحة بتعز بمواصلة "الرش الضبابي"، في اطار حملة تستهدف كل أحياء المدينة، بهدف مكافحة البعوض الناقل للحميات، فيما لاتزال اكوام القمامة متكدسة في شوارع واحياء المدينة.
وقال السامعي، أنه تم تجهيز 12 مركزا صحيا لاستقبال الحالات المصابة بالحميات، وغرفة عمليات تعمل مدار الساعة بالإضافة إلى المستشفيات الحكومية.
وفي ردة فعل متاخرة، وجه رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، الثلاثاء الفائت، وزارة الصحة والسلطة المحلية بمحافظة تعز، اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمكافحة حمى الضنك في تعز.
توجيهات عبدالملك، جاءت بعد لقائه بمحافظ تعز نبيل شمسان، في العاصمة السعودية الرياض.
ويبدو أن التظاهرات المطالبة باقالة قيادات محافظة تعز الإدارية والعسكرية وفي مقدمتهم المحافظ نبيل شمسان، كانت وراء زيارة شمسان للرياض والالتقاء برئيس الحكومة، قادما من العاصمة المصرية التي يتواجد فيها منذ ابريل الفائت.
وفي يونيو الفائت، ارتقعت عدد الاصابات المؤكدة بوباء الكوليرا إلى 12 حالة وصلت إلى مستشفى الثورة العام وسط مدينة تعز، بينما وصلت 158 حالة مصابة باسهال مائي حاد مشتبه باصابتها بالكوليرا إلى عدد من المراكز الصحية في المدينة.
وسجل مكتب الصحة في تعز 63 حالة وفاة بوباء الكوليرا خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقال تقرير لإدارة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في تعز، أنه تم رصد 22 ألفا و200 حالة إصابة بالاسهالات المائية الحادة والكوليرا خلال النصف الأول من العام 2019 .
وليست الأوبئة وحدها من تقتل الناس في تعز، اهمال السلطات يفعل ذلك أيضا، فضلا عن الحصار واثر الحرب التي طالت كل القطاعات والمنشأت الخدمية والصحية، خلال 5 سنوات دامية ومدمرة.