على وقع معارك تقتل المدنيين، وتدمر منازلهم، تتبادل الأطراف المتحاربة في الحديدة والساحل الغربي اليمني، اتهامات القصف والتصعيد والخروقات، ولا تمل من ذلك.
وقالت ألوية العمالقة التي تقاتل في جبهات الساحل الغربي اليمنية، إلى جانب قوات التحالف العربي الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الاثنين، أنها قتلت عشرات من مسلحي جماعة الحوثيين(أنصار الله) خلال تصديها لهجمات مقاتلي الجماعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
أما جماعة الحوثيين(أنصار الله) فقد تحدثت عبر قناة المسيرة التابعة لها، عن مقتل مواطن وإصابة آخر نتيجة قصف قوات التحالف لمديرية التحيتا، بالإضافة إلى تدمير منازل في مديرية الدريهمي.
ويتبادل الطرفان اتهامات التصعيد وقصف منازل آمنة وقتل مدنيين في عدد من مديريات الحديدة وعلى رأسها مديريتي الدريهمي والتحيتا.
وأكمل اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وجماعة الحوثيين(أنصار الله) نهاية ديسمبر العام الفائت، في حين لا يزال التصعيد مستمر في الحديدة، ولم تنفذ جميع الأطراف اتفاق إطلاق النار بصورة كاملة.
واتهم رئيس اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار "ابهيجيت جوها" في بيان خاص مؤخراً، كل الطرفين بالتحشيد العسكري والتصعيد.
وقال متحدث القوات المشتركة في الساحل الغربي، العقيد وضاح الدبيش إن "المليشيات ليس لديها أي نية في السلام ولا يوجد في أجندتها السلام أصلاً، وكل ما يعينها مصلحة إيران، وأكبر دليل على ذلك السفينة التي تحمل صواريخ وتم ضبطها مؤخراً قبالة السواحل اليمنية".
الدبيش حمل الأمم المتحدة والمبعوث الأممي مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق ستوكهولم لعام كامل.
وأكد الدبيش أن الأمم المتحدة والحوثيين أصبحوا في ورطة، وقال أن "القوات المشتركة تخنق الحوثيين في زاوية واحدة وليس أمامهم إلا تنفيذ اتفاق ستوكهولم، أو أننا سننفذه بفوهات البنادق".
كما أكد الدبيش أن القوات المشتركة قادرة على تحرير الحديدة في معركة خاطفة.
وفي سياق متصل، حذرت ألوية "حماة الساحل الغربي" التابعة لجماعة الحوثيين (أنصار الله)، اليوم الاثنين، قوى التحالف من تماديها في استهداف مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة غربي اليمن.
واتهمت الجماعة، قوى التحالف بارتكاب جرائم مروعة بحق المواطنين في ظل صمت مخز للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية.
جماعة الحوثيين أعلنت أكثر من مرة تنفيذ عملية إعادة انتشار أحادية من الموانئ الحديدة.
وتبدو المأساة الإنسانية التي تعيشها مديريات محافظة الحديدة، مجرد أداة تستخدمها جميع الأطراف للمزايدة فقط، غير أن الكلفة الباهظة لعدد القتلى المدنيين - بينهم أطفال- والدمار الذي طال تلك المديريات، فضلاً عن مجموعة أوبئة فتاكة.. تظهر أن الحرب في اليمن لا خاسر فيها غير الإنسان.